للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[أوائل الناجحين]

للشاعر الأستاذ محمد الأسمر

(للبيت العلوي الكريم مآثر محمودة في تشجيع العلوم والفنون،

من لدن محمد علي الكبير إلى حضرة صاحب الجلالة مولانا

الملك فاروق الأول، وإن في تكريم جلالة الفاروق لأوائل

المتخرجين كل عام لمأثرة كبيرة من هذه المآثر المحمودة

المعروفة عن البيت العلوي

وقد كان المغفور له جلالة الملك فؤاد الأول يمنح أوائل الناجحين في عالمية الأزهر بعض المنح، وكان الأزهريون يحتفلون بتوزيع هذه الجوائز على الأوائل منهم، والقصيدة الآتية أنشدها الشاعر في بعض هذه الحفلات.)

للسابقينَ الأولينَ تحيتي ... شعراً كزهر الروض لما نوَّرا

بَلغَ المُجَلِّى، والمُصَلَّى غايةً ... لهما، وأبطأ عاجزٌ وتأخَّرا

يتنافس المتنافسون فسائرٌ ... خَبَباً، وآخرُ سائرٌ متعثرا

صَرْحُ الحياة ثوى الضعافُ بسفحه ... والأقوياءُ على الذوائبِ والذُّرى

قُلْ للأوائل قد بلغتمْ شأوكْم ... وحمدتُم لَّما بدا الصبحُ السُّرى

لم تأخذوا من لهو أيام الصبا ... إلا مُباحاً نلتموهُ مُقَتَّرا

لستمْ كمن تخذ المقاهيَ دارَهُ ... يلهو ويُنفق مُسرفاً ومبذرا

زمنُ الدراسة للدراسة وحدها ... ما كان متسعاً لشيء آخَرا

خير الجليس به، وخير مسامر ... فيه يراعٌ أو كتابٌ سُطِّرا

والطالب السبَّاق في طلب العلا ... أبداً تراهُ مُنقباً ومُحِبِّرا

ما إن يُرى في الليل خارجَ دارهِ ... وتراه ينهض للدروس مُبكِّرا

يأيها الغُرُّ الأوائلُ حسبُكم ... عطفُ المليك فما أجلَّ وأكبرا

ونصيحةً لكم الغداة نسوقُها ... لتُبينَ ما رُبمَا اختفى وتسترا

<<  <  ج:
ص:  >  >>