ومن أشهر الحكايات ما جاء في التوراة عن سيدنا إبراهيم الخليل (بينما هو جالس في باب الخيمة وقت حر النهار - رفع عينيه ونظر وإذا ثلاثة رجال واقفون لديه، فلما نظر ركض لاستقبالهم من باب الخيمة وسجد على الأرض وقال يا سيد إن كنت قد وجدت نعمة في عينيك فلا تتجاوز عبدك. خذوا قليل ماء واغسلوا أرجلكم واتكئوا تحت الشجرة، وخذوا كسرة خبز لأنكم قد مررتم على عبدكم. فقالوا هكذا نفعل كما تكلمت. فأسرع إبراهيم إلى الخيمة إلى سارة وقال أسرعي بثلاث كيلات دقيق سميد اعجني واصنعي خبز ملة ثم ركض إبراهيم إلى البقر ثم أخذ عجلاً رخصاً وجيداً وأعطاه إلى الغلام فأسرع ليعمله. ثم أخذ زبداً ولبناً والعجل الذي عمله ووضعها قدامهم وإذ كان واقفاً لديهم تحت الشجرة أكلوا) وأرجو أن ألفت نظركم إلى أن سيدنا إبراهيم عندما دعا هؤلاء الجماعة لم يكن يعرف من هم وقد طلب منهم أن يتناولوا شيئاً من الخبز والماء قائلاً (إن وجدت نعمة في أعينكم) وهذا دليل على أنهم يرفعون من شأنه بتناولهم الطعام عنده، ونراهم جلوساً بانتظار الخبز والماء ولكن نراه يقدم لهم عجلا وزبداً ولبناً بدل الذي دعاهم إليه. ثم يقف بين أيديهم لخدمتهم. فالبدوي يقدم آخر شاة عنده طعاماً لضيف غريب، وهذه هي عادتهم التي ساروا عليها من قرون طويلة. وأظن أن أخبار حاتم الطائي معروفة لديكم إذ أنه بعد أن ذبح جميع ما يملك من ماشية وإبل لإطعام الفقراء من قبيلته في سنة محل ذبح لهم فرسه وهي آخر ما يملك. ومن المتبع أن يقف عبيد الشيوخ على باب الخيمة منادين على الطعام. وقد لقب الناس ابن مهبد أحد شيوخ عنزة (بالمنادي على الطعام) لأن عبيده كانت تنادي الناس يومياً إلى الطعام في سنة قحط
إن العيب كل العيب في نظر البدوي أن تعطي طعاماً يكفي لضيوفك فقط، وحتى في رمضان عندما تكون القبيلة بأجمعها صائمة ترى أنهم ينحرون ثلاثة أو أربعة خراف