نحن نعتذر لأخينا صاحب (العصور) وناشر (على السفود) ونحس في أنفسنا استعداداً للعطف على صرخته في العدد الماضي من الرسالة!
نحن نعتذر فالظاهر أن الضربة التي ووجه بها كانت اعجل مما ينتظر وآلم مما يحتمل، لأنها خلعت عنه لحية الوقار المستعار وشعار العدالة المصطنع، وقد شاء أن يلوح بهما في عام ١٩٣٨ فبدا للناس على حقيقته يحلل المر عاماً ويحرمه عاماً، ويدور في التحليل والتحريم حول الأشخاص في الوقت الذي يعيب فيه نصرة الأشخاص!
هذه هي المسألة يا صاحب العصور ونحن نعذرك في المهاترة التي أجبتنا بها، ونعذر أنفسنا إذا وقفنا لحظة على أول درجات السلم في هذه المهاترة، لنرتفع بعدها إلى مستوانا، ونأخذ في القضية الأولى التي تهم القراء
ونحن حين نعتذر إليك عن توجيه تلك الضربة، نعتذر لأنفسنا عن احترامنا لك إلى هذا الحد الذي أوجب البطر، ولو استطعنا من أول الأمر أن نهبط إلى المستوى الذي هبطت إليه في كلمتك الأخيرة لتغير وجه المسألة!
أنت يا سيدي - أولاً - لا تفهم الكلام، ومن هنا كان تفسيرك للجملة التي أقول فيها:
(وأننا من أخلص تلاميذ مدرسة هذا الكاتب لطريقته، وأشد الناس فهماً لها، واقتناعاً بها، ونسجاً على منوالها). ففهمت منها أن الذي يقول ذلك يكون (طبعة ثانية) للعقاد
وهنا كلام نقوله للناس، وكلام نقوله لك:
فأما كلمتنا لمن يفهمون فان الخلاص لطريقة في الأدب والاقتناع بمذهب خاص، والنسج على منوال مدرسة معينة، لا يعني تقليد شخص معين فقد ينشأ إمام وينشئ له مدرسة، ويكون لهذه المدرسة تلاميذ، ثم يكون لكل تلميذ من هؤلاء طابعه الشخصي ومميزاته