تاريخ بغداد للخطيب: أبو علي ابن أبي حامد قال: سمعت خلقا بحلب يحكون - وأبو الطيب المتنبي بها إذ ذاك - إنه تنبأ في بادية السماوة. . . وكان قد تلا على البوادي كلاما ذكر إنه قرآن أنزل عليه، وكانوا يحكون له سورا كثيرة، نسخت منها سورة ضاعت، وبقى أولها في حفظي، وهي (والنجم السيار والفلك الدوار والليل والنهار إن الكافر في أخطار. أمض على سننك، واقف أثر من كان قبلك من المرسلين، فإن الله قامع بك زيغ من الحد في دينه وضل عن سبيله) وهي طويلة لم يبق في حفظي منها غير هذا. . .
قال أبو علي بنأبيحامد: قال ليأبيونحن في حلب وقد سمع قوما يحكون علىأبيالطيب هذه السورة: لولا جهله، أين قوله: أمض على سننك إلى آخر الكلام من قوله الله تعالى: (فاصدع بما تؤمر، وأعرض عن المشركين، إنا كفيناك المستهزئين).
إلى آخر القصة، وهل تتقارب الفصاحة فيهما، أو يشتبه الكلامان.
٨٥٧ - جل (الكتاب) عن الشبيه
في شرح النهج لابن أبي الحديد:
قد اشتملت كتب المتكلمين على المقايسة بين كلام الله تعالى وبين كلام البشر ليبينوا فضل القران وزيادة فصاحته على كلام العرب نحو مقاييسهم بين قوله تعالى (ولكم في القصاص حياة) وبين قوله القائل: القتل أنفى للقتل ونحو مقايستهم بين قول (خذ العفو وأمر بالمعروف وأعرض عن الجاهلين) وبين قول الشاعر:
فإن عرضوا بالشر فاصفح تكرما ... وإن كتموا عنك الحديث فلا تسل
ونحو إيرادهم كلام مسيلمة وأحمد بن عبد الله بن سليمان المعري وعبد الله بن المقفع والموازنة والمقايسة بين ذلك وبين القرآن المجيد وإيضاح إنه لا يبلغ ذلك إلى درجة القرآن العزيز في الفصاحة ولا يقاربها.