في (الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح) لتقي الدين ابن تيمية:
الصواب المقطوع به أن الخلق كلهم عاجزون عن معارضة القرآن، لا يقدرون على ذلك، ولا يقدر محمد نفسه من تلقاء نفسه على أن يبدل سورة القرآن، بل يظهر الفرق بين القرآن وبين سائر كلامه لكل من له أدنى تدبر كما اخبر به في قوله (قل: لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله، ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا) وأيضاً فالناس يجدون دواعيهم إلى المعارضة حاصلة لكنهم يحسون منأنفسهم العجز عن المعارضة، ولو كانوا قادرين لعارضوه، وقد انتدب غير واحد لمعارضتهم لكن جاء بكلام فضح به نفسه، وظهر به تحقيق ما أخبر به القرآن من عجز الخلق عن الإتيان بمثله.
٨٥٩ - المتنبي
في خزانة الأدب للبغدادي: إيضاح المشكل لشعر المتنبي من تصانيف أبي القاسم عبد الله بن عبد الرحمن الأصفهاني:
حدثني أبن النجار ببغداد أن مولد المتنبي كان في الكوفة في محلة تعرف بكندة بها ثلاثة آلاف بيت، واختلف إلى كتاب، فيه أولاد أشراف الكوفة، فكان يتعلم دروس العلوية شعرا ولغة وأعرابا، فنشأ في خير حاضرة، وقال الشعر صبيا، ثم وقع إلى خير بادية فادعى الفضول الذي نبز به. . . وهو في الجملة خبيث الاعتقاد، وكان في صغره وقع إلى واحد يكنى أبا الفضل بالكوفة من المتفلسفة فهوسه وأضله كما أضل وأما ما يدل عليه شعره فمتلون وقوله:
هون على بصر ما شق منظره ... فإنما يقظات العين كالحلم
مذهب السوفسطائية، وقوله
تمتع من سهاد أو رقاد ... ولا تأمل كري تحت الرجام
فان لثالث الحالين معنى ... سوى معنى انتباهك والمنام