للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[من تاريخ الأدب المصري]

شعر القاضي الفاضل

للأديب محمد سعيد السحراوي

تتمة ما نشر في العدد الماضي

المديح

هناك نوعان من الشعر قيل كلاهما في مناسبته، أحدهما يموت بموت المناسبة، التي قيل فيها، والآخر يخلد ويخلد معه هذه المناسبة، ومن النوع الأول شعر المديح، فشعر المديح عند القاضي الفاضل أقل شعره كمية وقيمة، ومنه قوله يمدح صلاح الدين:

جهادك حكم الله ليس بمهدود ... وعزمك أمر الله ليس بمردود

سفينة نوح ما ركبت وعسكر ... كطوفانه والشام بالفتح قد نودي

كأنّا ببحر الكفر قد غيض ماؤه ... إذا ما استوت سفن لها القدس كالجودي

إذا سد باب الآذى فالجود نافذ ... ويا رب مفتوح كآخر مسدود

وقوله يمدحه أيضاً:

صحا الدهر لكن بعد ما طال سكره ... وما كان إلا من دم البغي خمره

أقمت عليه الحد بالحد ضارباً ... بسيف إذا ما أهتز قد بان سكره

فمن كان ذا هم فقد زال همُّهُ ... ومن كان نذر فقد حل نذره

فيا ملكا لا يملك الخطب صبره ... كما أنه لا يجهل الدهر شكره

يجور على الهامات عادل سيفه ... ويجري على أهل الأوامر أمره

لقد قمت في نصر النبي وآله ... مقاماً على الرحمن قد حق أجره

سرى ملك الإفرنج ينصر جمعهم ... فما ضرهم في نصرة الحق كفره

وما هي إلا آية نبوية ... أقامت لهم بالنفع من خيف ضره

وعادتهم من قبل آية جدهم ... فينصرهم من لا يؤمل نصره

وقال من موشح في مدح الفضل بن يحيى بن خالد:

دع اللوم يا عاذلي ... فما أنت بالعادل

<<  <  ج:
ص:  >  >>