كان مفيداً وقيما ذلك الحديث الذي أفاض به صاحب الفضيلة الأستاذ الأكبر الشيخ المراغي (للرسالة) منذ أسبوعين، واستطاع صاحب (الرسالة) أن يركّزه وأن يلخصه لقرائها في بيان واضح وفكر واضح
وكان قيماً ومفيداً ما كتبه صاحب (الرسالة) في مقاليه عن الأزهر ورجاله وأبنائه وحاله في القديم والجديد وما نرجوه ويرجو منه المسلمون في العصر الحديث
وقد أثار حديث الأستاذ الأكبر وأثار مقالا الأستاذ الزيات مثاراً من المقالات والمناقشات في الرسالة وفي غيرها من الصحف، وكان بعض ما نشر من ذلك فيه كثير من الشطط
وكان من أقوم ما كتب عن ذلك ما نشره صديقنا الدكتور زكي مبارك في مجلة أسبوعية على طريقته من الصيال
وقد حرك في نفسي حديث الأستاذ الأكبر ومقالا الرسالة وما نشر بسببهما من الآراء والمناقشات شوقاً لأن أكتب بعض الملاحظات عسى أن يجد فيها الأستاذ الكبير صاحب الرسالة شيئاً من الحق وشيئاً من الإفادة
ونحن اللذين تعلمنا في الأزهر وقضينا فيه خير الأشطر من شبابنا لا نفتأ نشعر بالحنين إليه ونديم التفكير فيه، مهما تباعد بيننا وبينه الأيام
يكتب الكاتبون وقول القائلون إن الأزهر الحاضر متأخر متخلف عن عصره وعن الحياة الجديدة في العالم، وأنه قديم في الفهم قديم في التفكير. ويكتب الكاتبون ويقول القائلون يطلبون أن يخرج الأزهر علماء كرجال الدين في أوربا، ثقافة ذهن، واستنارة فكر، وسعة عقل، ومرونة تفكير، ولياقة أداء ودعوة، وأن يكون طلبته على شاكلة ما يكون أندادهم في بلاد الغرب تهيؤاً واستعداداً
وهؤلاء الذين يقولون ذلك لاشك في أنهم مخلصون في أمانيهم، ولا شك في أن الأزهر لن يقوم بما يجب عليه في حياة مصر وتقدمها، وفي حياة الشرق وتقدمه، ولن يساهم بنصيبه وقسطه في توجيه الحياة الروحية والدينية والخلقية في الشرق (وأوشك أن أقول في العالم كله) - إلا إذا كان علماؤه كما يكتب الكاتبون، ويتمنى المتمنون، وكان طلبته كما يكتب