للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الأدب والفن في أسبوع]

للأستاذ عباس خضر

مسرحية (مسمار جحا):

افتتحت فرقة المسرح المصري الحديث موسمها الثاني على مسرح الأوبرا الملكية يوم الخميس ١٨ أكتوبر، بمسرحية (مسمار جحا) تأليف الأستاذ علي أحمد باكثير وإخراج الأستاذ زكي طليمات.

من هو جحا؟ يقول لنا الأستاذ كامل كيلاني: جحا العربي - فهناك جحا التركي وغيره - هو أبو الغصن دجين بن ثابت، عاش بمدينة الكوفة في القرن الثاني من الهجرة. ويقول: أعجب الناس بما سمعوا من طرائفه وملحه، ثم تناقلوها جيلاً بعد جيل، فأضافوا إليها كثيراً من مخترعاتهم، وأسندوا إليه كل غريب من الملح، حتى تعذر التمييز بين الأصل والتقليد، وأصبح جحا علماً على فن بعينه من فنون القول، بعد أن كان علماً على شخص بعينه من أفذاذ الناس.

ورأى الأستاذ علي أحمد باكثير أن يتخذ من هذه الشخصية الحائرة بين الحقيقة والخيال موضوعاً لمسرحية يعالج بها قضية وادي النيل ويجري الصراع فيها بين الحرية والاحتلال.

لم يأخذ المؤلف جحا من التاريخ ليحقق وجوده التاريخي، وإنما أخذه من مجموعة النوادر التي تسند إليه، وأمضى شخصيته - كما تخيلها وأرادها - في الطريق الذي رسمه للوصول إلى الهدف. فهذه المسرحية إذن ليست مسرحية تاريخية، وإنما اتخذ المؤلف أشخاصها من سالف العصور، وأجرى بينهم أحداثاً ترمز إلى واقع عصرنا وتكاد تسفر عنه في بعض المواطن.

الشيخ جحا يعمل واعظاً في مسجد الكوفة، فيعظ الناس على طريقته الخاصة. . يمزج الجد بالهزل، ويعالج المسائل بمنطقه الساخر. وهو لا يلزم حده كموظف يحرص على استقرار عيشه واستمرار رزقه، فهو يبدو ومن أول الأمر صاحب رسالة اجتماعية وسياسية تحفزه على أن يطلق لسانه في الأغنياء والحكام، فيعزله الوالي من وظيفته. ويعود جحا إلى بيته حيث يلقى هناك زوجته (أم الغصن) الفظة السليطة، فتعنفه على طول لسانه الذي أدى إلى

<<  <  ج:
ص:  >  >>