للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

فصله من عمله، وتسائله عما سيصنع بعد للإنفاق عليهم، ويدخل (حماد) ابن أخيه، الشاب الفلاح الذي يحب (ميمونة) بنت عمه جحا. ويشير حماد على عمه أن يشتغلا معاً بالزراعة، فيقبل. وهنا تقول أم الغصن لزوجها جحا: إن اشتغلت بالزراعة فلابد أن يهجم الجراد على الزرع فيلحق شؤمك بجميع الفلاحين! ويهجم الجراد فعلاً. وتقع كارثة عامة.

وبذلك ينتهي الفصل الأول، فإذا كان الفصل الثاني رأينا جحا وزوجه في دار أنيقة وحال حسنة، ونعلم من حديثهما أن الشيخ جحا أصبح قاضي القضاة في بغداد. ويدخل (عبد القوي) كاتب الحاكم الأجنبي، ونفهم من حديثه مع جحا أن الجراد لما انتشر وأفسد الزرع ثار الزراع بتدبير جحا وقيادة حماد، ثم استطاع جحا بحكمته ولباقته أن يقنع الحاكم الأجنبي بالعمل لإنصافهم من ظالميهم الملاك حتى لا تتحول الثورة الاجتماعية إلى ثورة سياسية وبذلك قرب مكانه من الحاكم، فصار قاضي قضاة الدولة.

ويحدث جحا نفسه، ويحدث ابن أخيه حماد، عن ضيفه بمجاراة الدخيل المتحكم في البلاد، ويبدي رغبته في العمل لإثارة الشعب ضده، فيرى أن تدبر قضية تعرض عليه، تشبه قضية البلاد العامة، فيطيل النظر فيها بحيث تشغل الرأي العام، وتنبهه. . ويتفق الاثنان على أن يتنازل جحا لحماد عن داره، فيبيعها حماد لمن يشتريها، مشترطاً عليه أن تبقى له (للبائع) ملكية مسمار في أحد الجدران. . ويتم ذلك، ويقلق حماد راحة المشتري بالتردد الكثير على الدار لمشاهدة المسمار والاطمئنان عليه! وتعرض القضية، ويطول نظرها سبعين يوماً ويحدث ذلك أثره المنشود في الشعب.

ويرتفع الستار في الفصل الثالث عن منظر المحكمة، والقضاة وعلى رأسهم جحا ينظرون هذه القضية العجيبة، وقد امتلأ حرم المحكمة بجمهور من الشعب الحانق على صاحب المسمار الذي يتحكم في مالك الدار. . ونرى الحاكم قد أخذ مجلسه في المحكمة يرقب الحال ويستحث القضاة. . ويرد عليه جحا بأن العدل يجب أن يأخذ مجراه بعيداً عن التأثر بالحكام. ويأبى صاحب المسمار أن ينزل عن حقه في مسماره. . فيشغب عليه الشعب ويهيب به مردداً:

يا رب المسمار ... انزع مسمارك

من دار الأحرار ... إذ ليست دارك

<<  <  ج:
ص:  >  >>