في هذا العدد والذي قبله والذي بعده بحث جليل قيم في قواعد اللغة العربية وتيسيرها لعلم من أعلام التربية والتعليم هو الأستاذ ساطع الحصري مدير دار المعلمين في تركيا، ووزير المعارف في الشام، ومؤسس النهضة التعليمية في العراق، ومنشئ أول مجلة تربوية في الشرق، عالج فيه مسائل في تعريف القواعد وتبويبها وترتيبها وتهذيبها لم يفطن إليها من قبله أحد. وهو يقدمها عن طريق الرسالة إلى معالي الوزير وسعادة الوكيل وأعضاء لجنة التيسير عسى أن يجدوا فيها ما يعينهم على ما نهضوا إليه من إصلاح القواعد العربية وتقريبها إلى عقول الطلاب. وفي رأينا أن ملاحظات الأستاذ ساطع جديرة بالاهتمام والنظر لصدورها عن لقانة نادرة وروية صادقة وخبرة طويلة
وزير المعارف يحكم بيننا وبين لجنة إنهاض اللغة العربية
تفضل صاحب المعالي هيكل باشا وزير المعارف فنظر فيما كتبناه ونشرناه عن افتيات لجنة إنهاض اللغة العربية علينا وعلى فريق من الأدباء الفضلاء لا تخشاهم ولا ترجوهم، ثم أمر بتقرير كتابنا (في أصول الأدب) لطائفة من مدارس الوزارة. وصنيع الأستاذ هيكل باشا هو الفرق بين وزير يقرأ ويقضي، وبين وزير آخر يسمع ويُمضي. . .
حول إنهاض اللغة العربية
حضرة الأستاذ الجليل صاحب مجلة الرسالة
لا أحسبكم قد فرغتم من الحديث عن إنهاض اللغة العربية في مدارس الحكومة حين فرغتم من الحديث عن الكتب وطريقة اختيارها، فإن شأن اللغة العربية في وزارة المعارف خليق بأن ينال من عنايتكم أكثر من ذلك. ولقد حمدنا لكم ما نشرتم من الملاحظات على لجنة اختيار الكتب، وإننا ليسرنا بجانب ذلك أن تظل الرسالة حاملة راية الأدب الحر، دائبة على إنارة السبيل أمام القائمين على شؤون اللغة العربية في وزارة المعارف. فلقد مضى الوقت الذي كانت فيه وزارة المعارف تعمل منفردة في الميدان، لا تجد من يشد أزرها أو يناقشها الحساب أو يهديها السبيل. وليس من أحد غير الرسالة يستطيع أن يفرض على