للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[رسالة المرأة]

التربية العملية

أطفالنا

للآنسة زينب الحكيم

التربية العملية مسألة لا يجدي فيها ترقيع، ولا يفلح فيها النصح الكلامي كثيراً إذا فات أوانها، وأهمل شأنها في حياة الإنسان المبكرة. لهذا سأوضح ببعض الأمثلة كيف يمكن تنشئة الطفل منذ طفولته، ليتناسب مع الجماعة، ويشب على روح الفرد للمجموع، والمجموع للفرد.

(المحررة)

كلنا يُقرّ بشدة العناية التي تحيط المولود من يوم ولادته، تلك العناية التي قد لا يشابهها العناية بالملوك على عروشهم، ولا الجبابرة المتألهين على أقوامهم.

فالطفل، في مدى الخمسة عشر أو الثمانية عشر شهراً الأولى من حياته، تؤدي له جميع لوازمه، ولو ضحيت في سبيل ذلك صحة الكبار ولا سيما الأم. وكنتيجة لهذه المعاملة، وتلك الرعاية، يصير الطفل أنانياً بكل ما في هذا التعبير من معنى، خصوصاً بعد أن يقارب تمام السنتين من العمر.

وكلما بدأ الطفل يتحرر من طور العجز، أو الاعتماد المطلق على من حوله في الطفولة المبكرة، يبدأ ينازع رغباته ولوازمه من أجل اخوته وأخواته، ومن والديه والأفراد الآخرين الذين يحيطون به.

فرغباته الشخصية، وطلباته المضادة لطلبات المجتمع، يجب تعديلها بحكمة، وبهذا يبدأ حفظ أول درس صعب في الحياة. وبفهم هذه المتناقضات الأولية في حياة الطفل نتساعد على فهم سلوك الأطفال بوجه عام. . . ومِن ثمًّ نرشد إلى أمثل الطرق لتربيتهم، وأحسن التدابير لتنشئتهم.

أما جعل الطفل مناسباً لبيئته، وتهيئة البيئة نفسها لمناسبته، فعقدتان تستلزمان مجهوداً عظيماً، لأن كل فرد منا يفهم ويقدر أن للجماعة في أي بيئة مطلبين ضروريين:

<<  <  ج:
ص:  >  >>