للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

مما عثرنا عليه في أضاميم (الرسالة):

الملك الثائر. . .!

للأستاذ عبد الرحمن شكري

مقدمة:

(هذه الأقصوصة تحتوي نزعتين: النزعة الأولى سخط النفس من شرور الحياة وآلامها، والنزعة الثانية تهوين أمرها على النفس، لأن رفض الألم رفض للسعادة؛ إذ الإحساس الذي يحس السعادة لابد أن يحس الألم. ورفض الشرقي الحياة رفض للخير، إذ الخير في محاربة الشر، ولأن الرحمة نفسها التي تدعو إلى السخط ما كانت تكون لولا الشر. والقصة هي قصة ملك عصى ربه وهبط إلى الأرض كي يدعو الناس إلى محو الشر فآذوه وألحقوا به كل شر، وخسر رضوان الله كما خسر رحمة الناس وعدلهم ومحبتهم. والمراد العضة وتحبيب الحياة والثقة بالله).

نُبِّئتُ أن ملاكا ثار من حزَنٍ ... يسائل الله في خلق الرزيئات

(قول الملك الثائر يناجي الله):

تكلمَ الشر فأبعث منك هاتفة ... من الجوامع تُرضى في المناجاة

الأرض منبره وهو الخطيب بها ... يدعو النفوس إلى هُوْج المطيَّاتِ

فارحم مسامع لم تسمع نجِيَّكَ أو ... نفساً لضوئك ترنو في الخصاصات

وارحم عيونا إلى مرآك ظامئة ... آبت من النحس في شك كليلات

إذن أَعرْها لحاظاً منك صادقة ... تدعو لها العيش محمود الصفيحات

وابعث لنا حكمة مما خُصصْت به ... فحكمة لك تُطفئ حرِ غُلاَّت

ندري الوجودَ كما تدري الوجود بها ... ونرتضيه بأرواح أبيَّات

فما الخلود ولا الفردوس مِن أَرَبى ... ولا كمالٌ لمعصوم السجيات

حتى أرى الناس لا دمع ولا حزَنٌ ... ولا شقاء بإجرام وغمَّات

سأبلغ الأرض آسَى مثلما حزنوا ... وأُبرئ الناس من جرح البليات

إن الجهاد على النقص الذي طبعوا ... عليه أفضل من عصم السجيات

<<  <  ج:
ص:  >  >>