(ولد أسخيلوس سنة ٥٢٥ ق. م وعاش سبعاً وستين سنة، وحارب في موقعة ماراثون، وكتب تسعين درامة لم يبق منها غير سبع. وكان يكتب درامات ثلاثية أي تتركب الواحدة منها من ثلاث درامات - أو قل فصول - تستقل كل منها بنفسها، وتكون مع الأخريين وحدة رائعة. وكانت مآسي أسخيلوس غرة في حين عصر بركلس، أزهى عصور الأدب في التاريخ القديم؛ ودرامة اليوم (أجاممنون) هي الحلقة الأولى - أو الفصل الأول - من إحدى ثلاثيات إسخيلوس (الأورستية) نسبة إلى جل المأساتين الأخريين (أورست) بن أجاممنون وضحية الأمومة الأثيمة، ويعدها نقاد الأدب الكلاسكي أروع طرف الأدب اليوناني.
(وإسخيلوس هو أول من سار بتقاليد المسرح القديمة، بل ربما كان واضع أول لبنة في المسرح القديم. وقد كانت الدرامة - أو المأساة - قبله غير معروفة، وكانت المقالة هي المتداولة، وكان القصاصون يقومون بتأدية الأدوار جميعاً. فلما كان أسخيلوس حتم أن يخصص لكل دور ممثل بعينه، والمنشدون أو (الخورس) لهم مكانة رفيعة في درامتي اسخيلوس وسوفوكليس، وأناشيدهم هي شرح الأحداث التي تمهد للدرامة أو تتصل بها.)
- ١ -
نحن في الـ (بلوبيديه)، ذلك القصر العتيق الشاهق، الذي تكتنفه الأسرار، وتهوم في أبهائه وردهاته الألغاز. . .
ومن الـ (بيلوبيديه) تصدر الأوامر، فتصدع بها مملكة آرجوس. . . وتُجيّش الجيوش، وتتحرك الأساطيل. . . وتسيل الدماء أنهاراً!
ومن هذا القصر، يحكم الملكان الشقيقان أجاممنون، ومنالايوس. . . أما أولهما فقد تزوج من الفتاة الكاسرة، ذات الصولة، كليتمنسترا، بطلة المأساة التي نحن بصددها الآن. . .