للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[إسعاف النشاشيبي]

للأستاذ أحمد لطفي السيد

اختار الله لجواره في الأسبوع الماضي الكاتب الشهير إسعاف النشاشيبي زعيم الأسرة المعروفة في فلسطين منذ القرن التاسع الهجري إلى اليوم.

ارتقى - رحمه الله - إلى أعظم المناصب الحكومية في عهد الحكومتين العثمانية والحاضرة - بجده واجتهاده، فكان المفتش الأول للغة العربية في فلسطين - نظم المدارس وأصلح التعليم في هذا القطر الشقي - ونشر علم العربية عالياً تشهد بذلك مؤلفاته ومقالاته الذائعة الصيت في العالم العربي - وقد كان السيد إسعاف بك شديد الحنين لوطن أسرته الأول مصر - فكان يزورها كلما سنحت الفرصة - وهو فوق ذلك يؤلف فيها الكتب - ويحيي علماءها وشعراءها وزعماءها - ويتعرف إلى أحيائها وأمواتها ما استطاع إلى ذلك سبيلاً - وحادثة وقوفه بين يدي المغفور له سعد باشا معروفة مشهورة.

ونحن بهذه المناسبة نكشف لقراء الرسالة الغراء عن أصل هذه الأسرة المصرية الكريمة حتى تقر عين الصديق الراحل بكلمة وفاء صغيرة من أحد أبنائه المعترفين بفضله. . . يتصل أول هذه الأسرة بالشيخ المعتقد أحمد بن رجب النشاشيبي - سمي بذلك لأن أجداده كانوا يحترفون صناعة النشاب - وكان الشيخ أحمد المذكور من رجال السلطان الملك الظاهر جقمق - كان خازنداره الخاص في أيام إمارته الأولى في فجر القرن التاسع الهجري - وتوفي الشيخ أحمد المذكور على عهد المؤرخ الشهير ابن تغري بردى صاحب كتاب النجوم الزاهرة في أخبار مصر والقاهرة وقد وصفه بقوله: (الشيخ المعتقد أحمد بن النشاشيبي كان خيراً يحب العلماء الصالحين) وترك ابنه الأمير ناصر الدين محمد وهو غرة هذا البيت وواسطة هذا العقد وطراز هذه الحلية ولد في مصر سنة ٨٢١هـ وبها نشأ وحفظ القرآن الكريم في صغره وجوده على أشهر علماء عصره ثم اتصل كأبيه بخدمة الملك الظاهر جقمق. وفي سنة ٨٧٥ اختاره الملك الأشرف قايتباي لوظيفة ناظر الحرمين الشريفين (القدس والخليل) فدام في هذه الوظيفة ما يقرب من الثمانية عشر عاماً، كانت كلها خيراً وبركة على القدس والخليل وأهلهما. وقد فصل العليمي في كتابه تاريخ القدس وأخليل حكم هذا الأمير لتلك البلاد فقال كانت أيامه كلها مواسم. . . وناهيك بهذه الشهادة

<<  <  ج:
ص:  >  >>