أشرت في الأسبوع الماضي إلى ما حدث في جلسة افتتاح المؤتمر العربي الثاني عندما وصل برنامج الجلسة إلى مناقشة جدول أعمال المؤتمر، إذ قامت حملة عنيفة على الإدارة الثقافية بجامعة الدول العربية التي نظمت هذا الجدول، ولم يسمح المقام وضيق الوقت بتفصيل ذلك في العدد الماضي.
بدأ نذير هذه، الحملة عند ما كان الدكتور أحمد أمين بك يلقي كلمته طالباً الشروع في تأليف لجان المؤتمر، إذ قاطعه الأستاذ محمد جبر قائلاً أنه يجب أن يناقش جدول الأعمال قبل كل شيء، وكان الواقف على ملابسات الحال يلمح في جو المؤتمر سحباً توشك أن تنهمر. . . وقد بدأ هذا الانهمار بكلمة ألقاها الأستاذ محمد سعيد العريان قال فيها إن جدول الأعمال المعروض ليس هو الذي كان معداً من قبل، وإن المؤتمر بناء على ذلك سينظر في غير ما حضر له، وأسند هذا إلى أن الإدارة الثقافية تستبد بالعمل دون الرجوع إلى الحكومات العربية ووزارات معارفها، وذهب إلى أن هذه الإدارة لا تمثل الدول التي ينعقد المؤتمر باسمها فليس لها أن تفرض عليها موضوعات معينة! واقترح تأليف مكتب دائم للمؤتمر تمثل فيه الحكومات العربية لينظم شئونه وأعماله.
وتكلم بعد الأستاذ العريان الأستاذ جبر، فأنتقد موضوع (التوسع في التعليم الثانوي والعالي) واقترح موضوعاً آخر هو (فلسفة التربية) يقصد منه تحديد الاتجاه الثقافي الذي ينبغي أن يوجه إليه الناشئون. ووصف الأستاذ سامي عاشور تصرف الإدارة الثقافية بالتفرد والاستبداد وأنها حلت بذلك محل المستعمرين الذين كانوا يستبدون بالأمر في توجيه التعليم بالبلاد العربية على وفق هواهم الاستعماري، واقترح موضوعاً آخر هو مكافحة الأمية في البلاد العربية. ورأى الأستاذ شفيق غربال بك أن يعدل الموضوع الأول من موضوعي المؤتمر بحيث يكون (ما العقبات التي تعترض التوسع في التعليم وما وسائل تذليلها) وأن يبقى الموضوع الآخر كما هو، وهو (الإعداد للحياة العملية)
وأوضح الأستاذ إبراهيم اللبان الفرق بين طرق التربية وروح التربية وبين أهمية الثاني،