يرى بعض المفكرين أن للتاريخ قوانينه الطبيعية، وقامت محاولات للوصول إلى معرفة هذه القوانين، وتوالت نظريات مختلفة: فهناك النظرية الدينية التي سادت العصور الوسطى، وهناك نظرية التقدم والنمو، وهناك محاولات باتستا ومنتسكيو وغيرهما، وهناك نظرية كارليل التي تقول بأن الأبطال وحدهم هم الذين يغيرون مجرى التاريخ؛ ونظرية هجل التي تجعل الدين مفتاح التطور والنمو، فاليهودية - في نظره - تمثل الواجب، والكونفيوشية تمثل النظام، والبوذية الصبر، والمسيحية الحب، والإسلام العدالة
ولقد تعرض أوجست كنت لتفسير قوانين التطور، فقال: إن التاريخ تفسره الأفكار؛ فالإنسان مر خلاله في ثلاث مراحل، المرحلة الأولى مرحلة تفسير الظواهر الطبيعية بأنها ناشئة من عمل آلهة خياليين؛ ثم مرحلة تفسير هذه الظواهر بمعنويات مجردة، والأخيرة محاولة فهمها بالطرق العلمية، بالملاحظة والتجريب
ولما وضع كارل ماركس نظريته المادية في تفسير التاريخ قال: إن تطور الجماعة متوقف على الظروف الاقتصادية وحدها. ولقد بني ماركس نظريته على أساس فكرة كفاح الطبقات في سبيل الرقي المادي، ذلك الكفاح الذي ينتهي، في نظره، بانتصار الطبقة الأكثر عدداً والأسوأ حالاُ على طبقة المثرين القليلة العدد. ويسمى ماركس ذلك قانون التطور الاجتماعي، ويظل ذلك التطور مستمراً حتى يتلاءم نظام الملكية مع نظام الإنتاج، أي إلى ذلك الوقت الذي تصير فيه الملكية اشتراكية وتنصر فيه طبقة العمال انتصاراً حاسماً. ولقد سبق كارل ماركس إلى الإشادة بأهمية العوامل الاقتصادية آدم سميث وأتباعه من أمثال ريكاردو
وجاء (بكل في كتابة (تاريخ التمدن في إنجلترا) ينحني باللائمة على المؤرخين لأنه لم