[من وحي غزوة بدر]
منطق السيف
للأستاذ محمد عبد الغني حسن
كان المسلمون يوم (بدر) قلة، وكانوا أذلة. . . ولكن الله نصرهم لأنهم أرادوا أن ينصروه فغلبت الفئة القليلة الفئة الكثيرة بعد صبر جميل، وجهاد طويل (والله مع الصابرين).
وكانت (بدر) أول غزوة انتصف فيها الإسلام من أعدائه (بالسيف)، الذي كان علاج الأمر، حين لا يغني الكلام عن الحسام، وحين لا يجزئ (البيان)، عن طعن (السنان). . .
يا غزوة خلدت في القرآن ... فضمنت خلدك في صدى الزمان
كانت على الإسلام بدء تحرر ... من ربقة الأصنام والأوثان
السيف فيها بالحقيقة ناطق ... والحق فيها ساطع البرهان
لا خير في حق إذا لم يحمه ... حلق الحديد وألسن النيران. .
من لم يصنه من العداوة سلمه ... صانته قوته من العدوان. . .
تلك العصائب من قريش لم تزل ... في الإثم غارقة وفي الطغيان
نفروا إلى حرب يضيق ببأسها ... صدر الكماة وأنفس الشجعان
الكفر يجمعهم على راياته ... والشرك يدفعهم إلى الميدان
لا الحق يجري في عروقهم. . ولا ... صوت الهدى ينصب في الآذان
ألقو أعنتهم إلى شيطانهم ... يا ويل من لجأوا إلى الشيطان
مهلا (أبا جهل) فإنك عائد ... بالخزي من مسعاك والخسران
هلا رجعت إلى مقالة (عتبة) ... وإلى النصيحة من (أبي سفيان)
أغرنك بالإسلام قلة أهله ... بين افتقار الصحب والأعوان
ماذا يضير المسلمين إذا غزوا ... في قلة موفورة الإيمان؟
إيمانكم بالله قوي بينكم ... لحم العرى وأواصر البنيان
كانت ملائكة السماء تعينكم ... وعدوكم بالله غير معان
يا قلة بالله كانت كثرة ... بشراكمو بنبوءة القرآن
الله ألقى الرعب بين عدوكم ... وأشاع فيه دلائل الخذلان