للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الثقافة الشعبية]

للأستاذ محمد محمود زيتون

الثقافة الشعبية في مصر موزعة بين هيئات شتى حكومية وغير حكومية؛ فهناك؛ وزارة الشئون الاجتماعية بمراكزها الاجتماعية، ومسارحها الشعبية. ومصلحة الفلاح، وكذلك وزارة المعارف بمؤسسة الثقافة الشعبية، ومراقبة الثقافة العامة، وإدارات خدمة الشباب، والنشاط الاجتماعي، والتسجيل الثقافي. وهنا أيضاً رابطة الإصلاح الاجتماعي، وجمعية نهضة القرى، وجمعيات الشبان المسلمين والمسيحيين، والجامعة الأميركية.

وكل هذه الدوائر تنشد للشعب ثقافة عامة يتماسك معها أفراده على أسس متوازنة من الرياضة والعلوم والفنون بحيث لا يتخلف الفرد عن الجماعة ولا تتنافر الطبقات بسبب الحرمان من معاهد العلم.

ونسارع إلى القول بأن هذه الجهود الكريمة التي تبذل في سبيل هذا الغرض النبيل بحاجة إلى تنسيق وتركيز بحيث لا يكون في اختلاف أساليبها صعوبة الحصول على الثمرة المرجوة ز ونستطيع هنا أن نرسم الخطوط الرئيسية التي تتكون منها شبكة الثقافة الشعبية ولعل في هذه المحاولة ما يعين على بيان ما نرمي إليه.

والرياضة البدنية أقوى عوامل الثقافة الشعبية، وليس أثرها وقفا على تنمية الأبدان لأساليب الرياضية المعروفة، وإنما يمتد هذا الأثر على أبعد من ذلك بكثير، فهي تدفع باللاعبين إلى الساحة الشعبية حيث تتخطى المنافسة حواجز المنفعة، وتنأى بهم عن التسكع والثرثرة وتدبير الجرائم وتعاطي المكيفات واللعب والشرب في المقاهي والملاهي.

ومن مزايا الرياضة الشعبية أخذ اللاعب بالروح الرياضية من ضبط النفس عند النصر، والثبات عند الهزيمة، وسرعان ما يندفع المتفرج لمشاركة اللاعب البارع أو الفريق الغالب ثم يهرع إلى منافسته فينعم بنشاط بدني وتفوق عضلي وتوثب نفساني.

ومن مزاياها ترقية الغرائز وتعليتها إلى مستوى كريم: ففي المصارعة عوض عن غريزة المقاتلة، وما ورائها من شرور، واللعب عامة غريزة ملازمة للإنسان في شتى أطواره، وإذا لم تتهذب هذه الغريزة كان الكبار كالصغار يلعبون بالنار.

والمباريات من أقوى عوامل التعارف بين الطوائف والجماعات والطبقات فتسود المساواة

<<  <  ج:
ص:  >  >>