للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الحركة الفكرية في العصور الحديثة]

للأستاذ رفيق التميمي

١ - الحركة الأدبية:

لقد ظهر في أوائل القرن السابع عشر ثلاثة من كبار الأدباء كانوا النجم اللامع في سماء الأدب العالمي الأوربي وهم شكسبير وسرفنتس، ولوب دي فيغا. والأول شاعر الإنكليز الأشهر. أما الثاني والثالث فقد ظهرا في أسبانيا.

والحركة الأدبية في فرنسا لم تتبوأ مكانتها الرفيعة إلا اعتباراً من انتهاء الثلث الأول من القرن السابع عشر.

لقد ظهر في إنكلترا خلال القرن السابع عشر رجلان عظيمان هما شكسبير وملتن. أما شكسبير فقد تبؤ مكانته الأدبية الرفيعة في عصر الملكة اليصابات، وظل يغذي الأدب الإنكليزي بإثارة الخالدة في أيام الملك جيمس الأول. ويقول أساتذة الأدب العالمي انه ليس بين الشعراء المتقدمين والمتأخرين من ابرز مثله معارف واسعة في جميع أدوار الحياة وأطوارها، ولا أبدى سواه مثل اطلاعه على ظواهرها واسرارها؛ فقد كتب في موضوعات يدخل فيها كل وجه من وجوهها. وبحث في كل مطلب من مطالبها، وكان في جميع هذه الأبحاث أستاذاً كبيراً وحكيماً وخبيراً حتى يكاد الناس اليوم لا يعمدون إلى درس موضوع منها ما لم يساقوا بطبيعة الحال إلى درسه في مخلفات شكسبير، فهو كراوية لا مضارع له، أما كشاعر فلا يذكر بجانب اسمه إلا واحد أو اثنان، وكفيلسوف حكيم لا تكاد تفكر في معضلة حيوية إلا تراه قد طرقها وحلها، ولا تطلب مطلباً إلا تجده بين كنوز التي لا تحصى ولا تثمن.

والألمان أول من ترجم شكسبير إلى لغة أجنبية وقام نقاد كبار منهم يوضحون مزاياه الرائعة ومراميه السامية حتى انفتحت أعين العالم على معينه الفياض فاخذوا يغترفون منه ما لذ وطاب؛ وهكذا تحول اعظم شاعر في إنكلترا إلى اعظم شاعر في العالم كما يقول علماء الأدب.

ولشكسبير أثار خالدة: منها الزوبعة وحلم ليلة في منتصف الصيف ومكبث وروميو وجوليت وهملت وتاجر البندقية والبطل وقد ترجمت هذه الكتب باللغة العربية.

<<  <  ج:
ص:  >  >>