للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وظهر في أيام الملك شارل الثاني شاعر كبير هو ملتن، وقد كان على المذهب البيوريتاني وألف باللاتينية بعد إعدام الملك شارل الأول كتاباً دافع فيه عن العدالة في قتل الملك. فلما عاد آل استوارت إلى عرش إنكلترا اضطر ملتن إلى أن يعتزل العالم أربع عشرة سنة، وفي خلال ذلك وضع في عزلته وعماه قصائده الخالدات الأثنتي عشرة وهي التي سماها الفردوس المفقود والفردوس المردود.

ونبغ في أيام ملتن أديب بيوريتاني آخر هو يوحنا بنبان كان سجن بعد عودة آل استورات اثنتي عشرة سنة لأنه لم يكن على المذهب الانجليكاني، وفى وحشة سجنه وضع كتابا سماه (سياحة المسيحي) وهو من اعجب الرمزيات - في الأدب الإنجليزي.

وفي خلال القرن الثامن عشر ازداد عدد الكتاب والشعراء والروائيين والمؤرخين. ولا شك أن لظهور طائفة من أمهات الجرائد والمجلات الإنكليزية حينئذ علاقة كبرى بذلك الازدهار الأدبي والعلمي نذكر هنا على سبيل المثال (أدباء البحيرات) الذين خلدوا جمال الطبيعة في أشعارهم، والروائي الذائع الصيت (ولتر اسكوت) وبه يبدأ الدور الإبداعي في الأدب الإنكليزي، وجون كيتس، والمؤرخ ادورد جيبن. وظهر في ألمانيا خلال القرن الثامن عشر الكاتب الكلاسيكي (كلوبستوك)، والاديب (وايلند) والروائي (لسينغ) و (هردير)، وكان هؤلاء الأدباء ينقلون عن الأدب الفرنسي ويقلدون المؤلفين فيه.

وفي الثلث الأخير من القرن الثامن عشر نشأ في ألمانيا طراز جديد للتأليف بفضل أدباء عظام يأتي في مقدمتهم لسينغ، وغوته، وشيلر. وقد وضع هؤلاء منهاجاً جديداً يختلف عن المنهاج الكلاسيكي الذي كان شائعاً آنئذ في فرنسا، وسمي هذا الدور في الأدب الألماني بدور العاصفة أو الهجوم.

لقد اتجهت عناية هؤلاء الأدباء الكبار إلى تحسين أداء المعاني التي تثير العواطف دون الالتفات إلى إرضاء الناس بإجادة معاني الكلام وتنميق العبارات، وفي خلال هذه الحركة الأدبية الجديدة بات الكتاب والشعراء والأدباء ينطقون بما توحيه إليهم أفكارهم ومشاعرهم وينتقون من الحوادث اليومية مواضيع لكتاباتهم. فإذا اختاروا حادثاً قديماً فانهم يجعلون رجاله من بين الألمان القدماء المعاصرين أمثال وليم تل وولنشتين، وقد انصرف همهم إلى أن يكتبوا بلغة يفهمها الناس ويألفها القراء، وبذلك اصبحوا يخاطبون سواد الشعب ولا

<<  <  ج:
ص:  >  >>