للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الكُتُب

الظاهر بيبرس وحضارة مصر في عهده

تأليف الأستاذ جمال الدين سرور

للأديب حسن حبشي

ترى إلى أي مدى بلغ اهتمامنا بتاريخنا القومي. . .؟ خطر ببالي هذا السؤال وأنا أتصفح هذا الكتاب الذي حاول فيه مؤلفه الشاب أن يرسم صورة لعصر في تاريخ مصر له قيمته من الناحيتين القومية والدينية. ومما يسترعي انتباه المتتبعين للدراسات العالية هو انصراف أكثر الباحثين إلى نواح خاصة من التاريخ والأدب انصرافاً كلياً، على حين أن هناك نواحي في كلا هذين الفرعين لما تزل بكراً، ومن ثم كان اهتمام الأستاذ جمال الدين سرور بتناول هذه الناحية أمراً يشكر عليه، فلقد خصص من حياته الجامعية عامين لدراسة عصر الظاهر بيبرس، فخرج بهذا الكتاب القيم الذي منحته كلية الآداب من أجله درجة (أستاذ في الآداب)

أن كلا من الظاهر بيبرس وعصره موضوع جديد يتطلب من الباحث الرجوع إلى الكثير من المخطوطات، ومرجع ذلك قلة من يعنيهم تناول تاريخ مصر بعد القرن التاسع الهجري تقريباً، بل وقبل ذلك بكثير، حتى ليخيل إلى الكثيرين أن مصر كانت تعيش طوال هذه الفترة على هامش الحوادث السياسية في العالم الإسلامي، على حين يتراءى العكس لمن يتعمق بعض الشيء في دراسة ظواهر هذا العصر. . . لقد كان العصر الطولوني في مصر، فهل كان في تاريخ أمة من أمم الشرق حينئذ ما يبزه من الناحية الاجتماعية أو السياسية؟ لقد آثرنا هذا العصر بالذات لدلالته على حيوية مصر في زمن كانت الدولة العباسية لا تزال فيه على جانب شديد من البطش والقوة. وتوالت على مصر بعد ذلك عهود لدول مختلفة كان موقف مصر في أثنائها كلها في صلتها بالخلافة العباسية موقف الند للند، لا التابع للمتبوع

ومن العصور الطريفة في تاريخ مصر عصر الأيوبيين ثم المماليك، لما امتازت به هذه الفترة في الشرق والغرب بأنها كانت عصر تلاحم ديني تعدى حدود الجدل إلى امتشاق

<<  <  ج:
ص:  >  >>