للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الكتب]

السقامات

قصة طويلة ليوسف السباعي

للأستاذ كارنيك جورج ميناسيان

لعل الأستاذ السباعي من أكثر الأدباء المصريين إنتاجاً، فهو ينتج بمعدل أربعة كتب في العام الواحد عدا القصص القصيرة الأخرى التي يكتبها للصحف، ونحن لا نحاسب الكاتب على كثرة نتاجه أو قلته، وإنما نحاسبه عن النتاج نفسه، وعن قيمته الفنية والأدبية والاجتماعية.

لو تأملنا كتابات السباعي السابقة ثم تأملنا كتابه الأخير لوضعنا الكتب السابقة كلها في كفة، وكتاب السقامات في كفة أخرى.! فالكاتب في كتبه السابقة كان يتأرجح بين أساليب شتى. لا تربطه صفة واحدة، ولا يميز مؤلفاته أسلوب خاص! كان يكتب لمجرد الكتابة. كان بكتب كي يمد (مسامرات الجيب) بقصة كل أسبوع، ولا شك أن هذا (الروتين) في الإنتاج الأدبي قد يجعل الكاتب يغض النظر عن القيم الفنية بعض الشيء، فيحصر اهتمامه في إعداد قصة قبل الوقت المعين!

أما في (السقامات) فقد ظهر للقارئ بأسلوب مميز خاص. وبقلم الكاتب المتمكن المتعمق. فالكتاب يقع في أكثر من خمسمائة صفحة من القطع المتوسط. فليس تأليفه إذن من السهولة بمكان! فالشوط الطويل الذي قطعه السباعي قد تقصر دونه الأنفاس، وتكل الأيدي، وتجهد الأذهان؛ ولكن أنفاس السباعي لم تقصر، ويده لم تكل، وذهنه لم يجهد! فقد مضى بكل اعتداد، وبكل جرأة، وخطا الخطوة الأولى. حتى انتهى إلى الخطوة الأخيرة. ومن هذه الناحية أستحق كل إعجاب.

ونعود إلى الكتاب فنتأمله بعين فاحصة، فنراه يشمل قصة محلية، من الجو المصري القديم. قصة شبيهة بقصة (زقاق المدن) لنجيب محفوظ. من حيث البيئة وتعدد الأبطال، والفكرة المستترة وراء الحوادث. . وهي إعطاء صورة صادقة للجو المحلي القديم في مصر. فالقصة قصة بيئة. لا قصة أسرة. قصة جماعة من الناس جمعتها الحياة في صعيد واحد،

<<  <  ج:
ص:  >  >>