للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

البَريدُ الأدبيّ

الدين والوحي والإسلام

لمعالي مصطفى عبد الرزاق باشا

من المباحث الشائكة؛ الحساسة؛ التي تلقى في روع المتصدي للخوض في غمارها شيئاً كثيراً من التهيب والتوقير لما تنطوي عليه من دقة؛ وما يلابسها من الشعور بالقداسة نحوها؛ تلك التي تدور حول الدين والوحي والإسلام؛ وحسبك أنها الدعائم التي تنهض عليها الحياة الروحية للإنسانية؛ وقد وفق - الوزير الفيلسوف - في جلائها؛ والكشف عنها بهذا المنطق الرزين؛ الحصيف؛ وهذا الأسلوب المشرق الأخاذ؛ وهذا الإيجاز المركز؛ فهو يتناول الموضوع ويسلسله في كل الأطوار التي اجتازها؛ والمراحل التي قطعها؛ حتى يتسنى عرضه في مختلف الصور التي تبدي فيها؛ ثم يعقب بما يراه؛ فإذا أخذ في الكلام عن الدين عرض لك تحديد الدين وبيان أصله في نظر الفرنجة؛ ثم بداية الاهتمام بهذا المبحث؛ وصلة ذلك بتكون علم اللغات؛ ومعاني الكلمة الأوربية؛ ومذاهب علماء النفس والاجتماع في أصل الدين؛ ومناقشة التعاريف المختلفة للدين؛ ثم ينتقل إلى الدين في النظر الإسلامي؛ فيعرض لكلمة دين العربية؛ وأصل المادة؛ ومعانيها؛ ثم يعرض لها في لسان القرآن والشرع وعند الفلاسفة الإسلاميين؛ والفرق بين الدين والفلسفة؛ حتى إذا استوفى الكلام على الدين اتجه إلى الوحي: فبين معانيه في اللغة والقرآن والسنة؛ وعرض أهم النظريات في تفسير الوحي؛ فيعرض لمذاهب المتكلمين والفلاسفة والصوفية؛ ومذهب ابن خلدون؛ والوحي عند المسلمين في العصور الحديثة؛ ثم ينتهي بالإسلام؛ فيعرض للنظريات المختلفة في العلاقة بين المعنى اللغوي والشرعي لكلمة إسلام؛ ثم يستخلص الرأي الراجح في هذا الموضوع؛ بهذا الأسلوب العلمي الدقيق درس هذه النواحي دراسة متقنة جيدة؛ وببيانه الرصين أحكم صوغها؛ مما جعل القارئ يقبل على هذه الأبحاث الجافة في شوق، ويستمرئها في عذوبة.

محمد عبد الحليم أبو زيد

على هامش مؤتمر التعليم بالقاهرة:

<<  <  ج:
ص:  >  >>