للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الأدب والفنّ في أسبوع

للأستاذ أنور الجندي

تطهير التاريخ

(. . نعتقد أن تطهير التاريخ قد بدأ فعلا، وأن الكتب التي تصدر في هذه الأيام، وخاصة التي بذل في تحريرها جهد، وسمت عن إرضاء رغبات القراء أو أهوائهم، تصحح وقائع التاريخ في العصر الأخير فعلا. .).

هذا بعض ما جاء في خطاب (عبد المحسن حسني) تعليقا على ما كتبنا في هذا المكان، في العدد الألف، ولكن الواقع أننا لا نريد تحرير التاريخ في العصر الأخير أو في السنوات الأخيرة وحدها. . وإننا نحن إزاء تاريخ كامل مضطرب، منذ الاحتلال الإنجليزي إلى اليوم، هذا التاريخ الذي حالت الكثير من الأوضاع والظروف دون تحرره!

ليس تاريخ الملوك والسلاطين والخديويين فحسب، وإنما تاريخ الزعماء ورجال الأحزاب والسياسة، وجانب كبير من تاريخ الأدباء والمفكرين.

لم تكن الموازين على طبيعتها العادلة المضبوطة، التي تضع كل إنسان في موضعه، وكانت أنباء كل شيء تنشر على غير حقيقتها، إما مزيدة أو مضيعة، كانت الأهواء من وراء كل حقيقة تلونها بلونها، وكانت الوصولية والهوى والغرض، تصبغ كل شيء بطابعها الأسود القاتم، وقد رفعت السياسة أسماء كانت أهلا لأن تهوى، وحرمت أسماء من أكرم الأسماء نصيبها من التقدير لأنها تجنبت الانزلاق إلى مهاوي السياسة والوصولية والحزبية!

إننا نريد أن نطهر التاريخ، فننصف تلك الشخصيات التي ظلمها التاريخ، حين أعطى لسعد أكثر مما أعطى لمحمد فريد، وحين رفع أسم فلان وفلان وفلان لأنهم كانوا موصولي الأواصر بإنسان يملك سلطان الإعزاز والإذلال.

إن هناك حقائق كبيرة تكمن وراء الكثير من الأحداث، لم تكتب ولم تفسر، وإن في تاريخ ثورة ١٩١٩ وعوامل اندلاعها، وقيادتها، ونتائجها، أشياء كثيرة لم تكتب بعد، وفي تاريخ إنشاء الأحزاب حقائق أيضاً لم تكتب، وفي الخلاف بين الحزب الوطني، الذي حمل لواء الجهاد وبين الوفد المصري الذي أنشأ بعج الحرب خلاف، وفيما بيم مصطفى كامل ومحمد

<<  <  ج:
ص:  >  >>