ذكرت في مقال عن أبي سليمان حمد بن محمد الخطابي (عددي الرسالة ٩٨و٩٩) أن لأبي سليمان كتاباً باسم (إصلاح غلط المحدثين)، أورد فيه قرابة مائة وثلاثين حديثاً، يرويها أكثر المحدثين ملحونة أو محرفة، أصلحها وبين الصواب فيها؛ وقلت في الحاشية إن منه نسخة قيمة في دار الكتب المصرية مكتوبة بخط محمد محمود التركزي الشنقيطي تحت رقم (١٥١٠) حديث، وقد قام صديقي السيد عزت العطار سكرتير لجنة الشبيبة السورية بالقاهرة بنشر هذا الكتاب فجاء صورة صحيحة لنسخة العلامة الشنقيطي المحفوظة في دار الكتب المصرية.
ولأبي سليمان الخطابي مكانة عظيمة بين رجال الحديث الذين كتبوا في فقه أو غريبه، وتتجلى منزلته في كلتا الناحيتين في كتابيه و (غريب الحديث) الذي لا يزال حبيس دور الكتب إلى الآن. والظاهر أنه بعد فراغه من كتابيه السالفين أراد أن يجمع في كتاب على حدة الكلمات التي يغلظ فيها المحدثون والرواة، فجمع هذه الجمل في كتاب (إصلاح خطأ المحدثين) ولكنه لم يضع لهذه المجموعة اسماً خاصاً، بل اكتفى بقوله في المقدمة:(هذه ألفاظ من الحديث يرويها أكثر الناس ملحوظة، أصلحناها وأخبرنا بصوابها، وفيها حروف تحتمل وجوها اخترنا منها أبينها وأوضحها، والله الموفق للصواب لا شريك له)
ثم جاء بعد ذلك المؤرخون، فسماه بعضهم (إصلاح غلط المحدثين) وآخرون (إصلاح خطأ المحدثين)، واقتصر غير هؤلاء وأولئك على تسمية إصلاح الغلط أو إصلاح الخطأ.
وجاء دور دار الكتب المصرية، فسمته في فهرسها بإصلاح الألفاظ الحديثة التي يرويها أكثر الناس ملحونة ومحرفة، وهذا الاسم مع طوله وخروجه على المألوف في الأسماء لم أجد من ذكره من المؤرخين. كذلك أحله منظمو الفهارس فيها غير محله، فوضعوه في فهرس الحديث وحقه أن يوضع في فهرس اللغة العربية فلعل أولى الشأن في دار الكتب يولون هذه الملاحظات ما تستحق من الاعتبار فيصححون اسم الكتاب ويردونه إلى حظيرته في فهرس اللغة والله سبحانه أسأل السداد والتوفيق.