معالي وزير التموين طه السباعي بك رجل عرفه الأدب قبل أن تعرفه الوزارة، ولقد كتب وترجم ما أهله لأن يكون في صفوة المختارة من أدبائنا وكتابنا، وإن الإنسان حين يتناول كتابه - أو بيانه كما يريد هو أن يسميه - الذي وضعه تحت عنوان (التموين في عام) ليعجب كيف تخضع هذه المعاني الرسمية الجافة لأسلوب الأدب الذي يحيل جفافها نضرة وجمالا.
وقد أهدى نسخة من بيانه ذاك إليّ، فكتبت إلى معاليه الأبيات الآتية:
يا وزير التموين، هذا كتاب ... يمتع الحس والنهي أسلوبا
أنت أرسلته بياناً علياً ... يشبه الزهر رونقاً وطيوبا
كل لفظ فيه أرق من الفج ... ر، وأندى من النسيم هبوبا
صغته قادراً على الصوغ فذاً ... ثم أرسلته بياناً عجيباً. .
العوضي الوكيل
إلى الدكتور إبراهيم ناجي
ذكرتم في كتابكم الأخير (كيف تفهم الناس)، وفي الفصل الخاص بدراسة نفسية الجماهير (أن الفرد ينحدر من أصول غطاها الطلاء الذي ندعوه المدنية وغشاها العشب الذي تدعوه الثقافة، ولكن هاته الأصول لم تمح آثارها ولن).
فهل من وجه للمقابلة بين الثقافة والعشب؟
فالعشب - كما نعلم جميعاً - لا يصلح لشيء فهل الثقافة كذلك؟ والعشب يطفو على سطح الماء، فهل تطفو الثقافة على سطح الحياة، أم تغوض في المرء وتتأصل؟
والعشب هش تذروه الريح، فهل الثقافة رخوة تزيلها العواصف؟ والعشب بقايا الحصاد، فهل الثقافة نفاية الحصاد الذهني؟ أترى حالف التوفيق الصديق في هذه المقابلة