للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[في الأدب الإنجليزي]

الكائنات الغيبية في شعر شكسبير

بقلم خيري حماد

مقدمة

لا شك في أن عبقرية شكسبير ظهرت في مناحي عدة وصور مختلفة، وليس من السهل على أي شخص مهما كانت نزعته ومهما تباينت عقليته أن ينكر أن شكسبير هو شاعر بريطانيا الأعظم وكبير من كبار الشعراء العالميين، ولكن ويا للأسف اختلف النقاد في إنكلترا وفي غيرها من بلدان العالم في تحديد الدرجة الممتازة التي وصل إليها هذا الشاعر. فأعتبره البعض أعظم شاعر بزغ نجمه على هذه البسيطة لا في عصره فحسب، بل في العصور التي سبقته أو تلته. وأنكر البعض الآخر هذا الادعاء وتحاملوا عليه تحاملاً ظاهراً، معتقدين أن عظمته لا تفوق في أي ناحية من نواحيها عظمة جوتي الألماني ودانتي الإيطالي

إن من الصعب أن أبرهن في هذه العجالة على عظمة شكسبير وتبريزه على غيره من شعراء العالم، ولم أقصد فيها إلا البحث في ناحية واحدة من مناحي تفكيره العميق وخياله المبدع الذي تناول بواسطته جميع نواحي الحياة من عقائد وتقاليد فدونها في شعره ورواياته. نعم كان من الصعب عليه أن يوفق بين عقائده الشخصية وبين عقائد مجتمعه البشري، ولكنه خرج من هذا الميدان مكللاً بأكاليل من الغار وتيجان من الظفر

لم تكن الخرافات والغيبيات عقيدة راسخة في تفكير شاعرنا؛ فقد كان دائم الاضطراب والشك في هذه الناحية من مناحي الغموض والخفاء العقليين. لقد حاول في رواياته أن يبتعد عن العقائد الشائعة العامة، ولكنه لم يستطع ذلك لتخوفه من الرأي العام السائد في تلك الأيام الرهيبة

عقائده الدينية:

ولد شكسبير سنة ١٥٦٤ إبان الدور الأول من حكم الملكة اليصابات في عصر أشتد فيه

<<  <  ج:
ص:  >  >>