[خليل مردم بك]
وكتابه في الشاعر الفرزدق
لأستاذ جليل
فخر الفرزدق
فخرنا فصدِّقنا على الناس كلهم ... وشر مساعي الناس والفخر باطله
(وشعر الفرزدق في هذا الباب من حر الشعر وخالصه، ومن أحسن ما قال؛ يفحل ويجزل، ويقوى ويشتد، ويطول نفسه ويتسع مداه، ويحسن التصرف ويجيد التأويل والاعتذار:
ولا نقتل الأسرى ولكن نفكهم ... إذا أثقل الأعناق حمل المغارم)
وللبيت حكاية رواها الأستاذ في الصفحة (٢٠) من (الكتاب) ومما أورده له في هذا الباب:
إذا مت فابكيني بما أنا أهله ... فكل جميل قلتِ فيّ يُصدَّق
وكم قائل مات الفرزدق والندى ... وقائلة مات الندى والفرزدق
أولئك آبائي فجئني بمثلهم ... إذا جمعتنا (يا جرير) المجامع
وكنا إذا الجبار صعر خده ... ضربناه حتى تستقيم الأخادع
ورواية (المجامع) هي التي في الديوان وفي كتب اللغة والأدب، وذكر الزمخشري (الجوامع) في البيت، قال في الأساس: (وجمعتهم جامعة أي أمر من الأمور التي يجتمع لها، قال الفرزدق: أولئك آبائي. . .)
وأورد الأستاذ قول الفرزدق:
ترى الناس ما سرنا يسيرون خلفنا ... وإن نحن أومأنا إلى الناس وقَّفوا
وروي عن أبي الفرج قصة تخبر بانتحاله البيت، وهو في شعر جميل، والظن أن شيطان الفرزدق الذي أوحى إليه (الفائية) أعطاه إياه. وفي هذه (العبقرية) يقول ابن غالب:
وما حل من جهل حُبا حلمائنا ... ولا قائل بالعرف فينا يعنف
وما قام منا قائم في نديِّنا ... فينطق إلا بالتي هي أعرف
وإني لمن قوم بهم تتقى العدى ... ورأب الثأَى والجانب المتخوف
لنا العزة الغلباء والعدد الذي ... عليه إذا عد الحصى يتخلف