(يا هل أتى من ظن بي، فظنونه ... شتى ترجح بينها الأضداد)
وما أكثر ما تترجح الأضداد في الحياة، فيصعب تمييزها وتشتبه على الألمعي البارع، حتى ليصرخ شاعرنا (أبو العلاء) متبرماً بعجز الإنسان عن تعرف الصادق من الكاذب، والجاد من الهازل والغافل من المتغافل، والهادي من الهاذي فيقول:
(يكفي عناء من الدنيا ومنقصة ... ألا يبين الهادي من الهاذي)
وقلما رأينا خلة محمودة، أو ميزة فريدة مشهودة، إلا رأينا ضدها من الخلال، شديد القرب والشبه بها، وثيق الاتصال.