للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الكتب]

الحيوان للجاحظ

تحقيق وشرح الأستاذ عبد السلام محمد هارون

للأستاذ عبد المنعم خلاف

أقدم عملاً عظيماً في لون من ألوان الأدب العصري لم يوجد إلا بعد أن وجدت المطبعة، ووجدت بحوث المستشرقين وفن إخراج الكتب

وهو عمل يتصل بالعلم بما فيه من التحقيق وتحرير النصوص، ويتصل بالأدب بما فيه من ملكة التذوق والترجيح واستفتاء الثقافة الأدبية والاعتماد على المحفوظ المذكور من نصوصها، ويتصل بالفن بما فيه من تنسيق وتبويب وإخراج جميل يروع ويجذب العين واليد إلى الكتاب

وكاد هذه العمل يكون خاصة موقوفة لأقلام علماء المشرقيات الأجانب لولا نفر قليل من المشارقة أنفسهم ساهموا بأقلامهم في هذا العمل النافع القيم الذي هو في الحق ميلاد جديد للكتب القديمة تهتز له عظام مؤلفيها القدامى غبطة بتسهيل الانتفاع بما تركوا من آثار جليلة قد يذهب بما فيها من الفائدة عند شباب هذا الزمان أنها ألفت على غير ما ألفوا من الكتب الحديثة المبوبة التي يعلن فيها كل مبحث عن نفسه في سهولة واقتراب إلى الأذهان التي لم تتعود الصبر والجلد على التعرف إلى الآثار القديمة لانقطاع الأسباب وبعد الزمن وتغير الأساليب وكثرة الملاهي وحب السرعة، ومرض الهمة وكلال العزيمة

وإذ أقدم هذا العمل العظيم أشعر في نفسي بغبطتين: الأولى غبطتي ببعث مكتبة الجاحظ أديب العربية العباسية الأكبر، ووارث علوم علمائها وأدب أدبائها وخفة ظرفائها، وسجل دنياها الزاخرة، ومصور حياتها المتشبعة، بعث فيه من الجدة والفن والطرافة ما يخيل إلينا أنها انحسرت عنها قريحة معاصرة

والثانية غبطتي بأن هذا البعث كان على يد صديقي الثبت الضليع الأستاذ عبد السلام محمد هارون الذي أعرفه كما اعرف نفسي إذ كان صديقي الأول وصنوي في عهد الدراسة العزيز

<<  <  ج:
ص:  >  >>