للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[ترجمة وتحليل]

جزيرة الحب والجمال

بقلم الأستاذ صبحي إبراهيم الصالح

. . . عند مدخل خليج (نابولي) بإيطاليا جزيرة جميلة تسمى (إيسكيا أوحت إلى الشاعر الفرنسي المشهور (الفونس دي لامرتين قصيدة من عيون الشعر، فيها وصف رائع، وخيال خصيب وتصوير دقيق!

اختار الشاعر لوصف الجزيرة انسب الأوقات وأدناها إلى سعة الخيال، فعرض علينا صورة من إيذان الشمس بالمغيب وطلوع القمر بعدها في رفق وأناة فكان مبتكر في تصويره رائعا في خياله.

أصغ إليه وهو يرسل الشعر أنغاماً حلوة في مستهل قصيدته:

١ - (آن للشمس أن تحمل النهار إلى عوالم أخرى

فاخذ القمر يطلع في الأفق الخالي بلا ضوضاء

وراح - وهو يخترق الظلمات الحالكة -

يلقى برقعا وضاء على جبين الليل!)

فجعل القمر ينتظر رحيل الشمس بنهارها إلى عوالم أخرى لا تحد، ليطلع بليله في أفق خال ما فيه من الناس أحد. وجعله وقورا يتعالى في هدوء وسكون ليبدل دجى الليل نورا فإذا جبينه وضاح بعد أن ألقي عليه برقعة الشفاف، ثم يبدع في إبراز نور القمر فيدعوك إلى الطالة النظر ورجع البصر:

٢ - (انظر من أعالي الجبال إلى أنواره المتموجة

كيف تغرق السهولة كأنها نهر من اللهب،

وكيف تنام في الأودية وتتزحلق على الهضاب

أو تتدفق من بعيد من صدر يتلألأ بالمياه!)

فلو تابعت أنوار القمر كما تابعها (لامرتين) لخيل إليك كما خيل إليه إنها تستطع من وراء رءوس الجبال، فرايتها تشع رويداً رويدا على السهولة، فإذا هي تنساب من فوقها كالأمواج: فتنقلب السهول في عينيك نهرا غزيرا؛ ولكنه نهر من السنة اللهيب لا من

<<  <  ج:
ص:  >  >>