قرأت بالرسالة مقال الأستاذ الفاضل الشيخ محمود أبي رية عن (عبقرية الإمام).
وإني شاكر له ثناؤه على الكتاب وحسن تلخيصه لفصوله وأغراضه، ومعقب على ملاحظته الأخيرة في اللغة حيث يقول:
(بقيت أشياء لابد من ذكرها والإبانة عنها حتى نبلغ من كلامنا ما نريد. ذلك أني عثرت وأنا أقرأ لبعض ألفاظ كنت أقف عندها مثل لفظ (يقلاه ص ٤٠) و (حانقين ص ٥٥) و (فشل ص ٨١ و ٩٦ و١١٠ و١٢٦)؛ وقد رجعت إلى معاجم اللغة التي بين يدي في اللفظ الأول فوجدته من لغة طيء، وإذن يكون استعمالها جائزاً. أما اللفظان الآخران فإني أرجع فيهما إلى الأستاذ العقاد وأسأله: هل يجوز استعمال كلمة فشل في معنى أخفق وخاب، وأن يأتي اسم الفاعل من حنق على حانق؟)
وجوابي: نعم يجوز أن نأتي باسم الفاعل من حنق على حانق، لأنه لا يكون اسم فاعل إلا إذا كان على هذا الوزن
وجوازه ثابت بالنص وثابت بالقياس الذي لا يرد، وهو في بعض الأقوال أقوى من النصوص
فالزمخشري في كتابه (المفصل) يقول في باب الصفة المشبهة: (وهي تدل على معنى ثابت. فإن قصد الحدوث قيل هو حاسن الآن أو غدا وكارم وطائل، ومنه قوله تعالى وضائق به صدرك. . . الخ)
وجاراه موفق الدين بن يعيش شارح المفصل كما جاراه في هذا الحكم جلة النحاة
فإذا صح في (كرُم) التي تدل على الثبوت أن يقال كارم للدلالة على الحدوث، فذلك أصح وأولى في حنق التي ليس فيها معنى من معاني الثبوت
بل إذا كانت كلمة غداً أو الآن لا تكفي للدلالة على الحدوث ولا تغني عن الإتيان باسم الفاعل على صيغته الشائعة، فمن الحق ألا نستغني عن هذه الصيغة حين لا تقترن بلفظ يعين الحدوث في الحال أو الاستقبال