أنا أدعى أنوفيل ولست يونانيا أو مصريا بل أنا دولي ونحن نسكن في جميع الأقطار ويخشى الناس بأسنا في كل مكان
لقد مضى زمن كنا فيه أقوى من الملوك والقواد وكنا حال ظهورنا
مرهوبين كالموت نفسه
آه كم كنت أتمنى لو كنت من جملة السرب الذي قهر بريروس في إيطاليا وطرد الموغول الكبير باربار البنجابي.
فان حشرة واحدة منا تكفي لكي تمحي تماما كل المشاريع الجميلة والسبب كان خفيا لأن هذه الحشرة كانت تعمل في الظلام
ولكننا لم نركن إلى الهدوء خلال هذه القرون الأخيرة فلا يمكن إحصاء المشاريع التي أخفقت بسببنا والسكان الذين محوناهم فنحن نعكر صفاء كل شيء. فلا يزال الإنسان يبني ويهتم بأشغاله وبملذاته وبغتة أظهر أنا أنوفيل وأنا أطن فرحا بهدوء مفتشا عن محل صغير جميل حيث أركز بسرور وأحفر حفرة صغيرة جداً في جلد المسكين فامتص بعض نقط صغيرة من الدم وينتهي عملي فأعيد الكرة وأهدم في ثانية واحدة عملا دام سنين طوالا يظن أني بعوض اعتيادي ولا يعرف أني أنا الأنوفيل ولكن عندما يرتجف من الحمى حينئذ فقط يذكرني
ولكن خطراً كبيراً يهددنا. فيكفي حسب رأي لجنة الملاريا في جمعية الأمم ٤٠٠ ملليجرام يوميا مدة موسم الحميات حتى يقي الإنسان نفسه من العدوى التي أحملها أنا وقد وصفت هذه اللجنة لمعالجة إصابة الملاريا كمية جرام واحد أو جرام وثلاثين سنتجرام من الكينا يوميا للأخذ منها مدة خمسة أو سبعة أيام فسمي ليس له هذه المقدرة كي يقاوم علاجا بهذه القوة.