للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[٦ - الثورة المصرية ١٩١٩]

للأستاذ أبو الفتوح عطيفة

من ٩ - ١٥ نوفمبر ١٩٥١:

مسجد وكنيسة:

فقد البريطانيون صوابهم وطاشت عقولهم، فأمعنوا في الإثم والعدوان. لم يكفهم قتل العزل الأبرياء من الرجال والأطفال والنساء؛ ولم يكفهم الاعتداء على المنازل والحرمات ومصادرة الأملاك والاستيلاء على أقوات الشعب. لم يكفهم هذا كله فضاقوا إثما ليس هناك أفضع منه، وجريمة ليس بعدها إجرام إذ اعتدوا على بيوت الله:

ففي ٨ نوفمبر اقتحمت قوة مسلحة بريطانية مسجد نفيشة وجعلوا يطئون بنعالهم فرشة الطاهر المعد للصلاة ثم جمعوه وحملوه إلى قطارهم الحربي بعد ما ارتكبوا من الأعمال المنكرة ما تستنكروه أفحش النفوس إفحاشا في الإجرام والوحشية

وفي يوم الأحد ١١ نوفمبر قامت قوة بريطانية مسلحة بمهاجمة الكنيسة المسيحية بشارع الإسكندرية أثناء الصلاة واعتدوا على من فيها، ولم يكتفوا بذلك بل تربصوا بالمصلين فلما خرجوا بعد صلاتهم انهالوا عليهم بالضرب وراحوا يطاردونهم في الشوارع.

وهكذا لم تبق هناك جريمة إلا ارتكبها الإنجليز في منطقة القنال.

عزبة فاروق وفايد:

وعزبة فاروق هذه منطقة من مدينة الإسماعيلية وقد طلب الإنجليز إخلاءها من سكانها لأنها مثار قلق نظرا إلى موقعها المواجه للمعسكرات البريطانية والخوف من أن تتخذها كتائب التحرير وكرا تثب على القوات البرطانية، ولكن السلطات المصرية رفضت إرغام الأهالي على إخلاء العزبة فقامت قوة بريطانية في ١٢ نوفمبر بمحاصرة العزبة وطرد سكانها منها. وهكذا يكون احترام البريطانيين للحريات وللملكيات.

وفي فايد قام الإنجليز بهدم أربعة آلاف منزل من منازل العمال المصريين. ولعلهم يحسبون أنهم بقيامهم بهذه الأعمال الإجرامية يطيلون بقاءهم بمصر. ألا فليعلموا أن كل جريمة يرتكبونها إنما هي مسمار في نعش الاحتلال.

<<  <  ج:
ص:  >  >>