[١٥ - محاورات أفلاطون]
الحوار الثالث
فيدون أو خلود الروح
ترجمة الأستاذ زكي نجيب محمود
- مهما يكن، فأنت تستطيع أن تحكم فيما إذا كان ينبغي أو لا ينبغي لمن لديه المعرفة أن يكون قادراً على تعليل معرفته
- لا شك أن ذلك حتم عليه
ولكن هل تظن أن كل إنسان قادر على تعليل هذه الموضوعات نفسها التي تتحدث عنها الآن؟
ليتهم يستطيعون يا سقراط! ولكم أخشى ألا يكون ثمت من يستطيع في مثل هذه الساعة من الغد أن يقدم تعليلاً جديراً بأن يؤخذ عنه
إذن فليس من رأيك يا سيمياس أن كل الناس يعملون هذه الأشياء؟
- يقيناً أنهم لا يعلمون
- إذن فهم آخذون في تذكر ما قد كانوا يعلمونه من قبل
- يقيناً
ولكن متى كسبت أرواحنا هذه المعرفة؟ - لم يكن ذلك بعد أن ولدنا بشراً؟
- لا، ولا ريب
- وإذن فقبل ذلك؟
- نعم
- إذن يا سيمياس، لا بد أن أرواحنا كانت موجودة قبل أن تُصور في هيئة البشر، ولا بد أن قد كان لديها ذكاء لما كانت بغير أبدان؟
- حقاً يا سقراط، ما لم تفرض أن هذه الآراء قد أوتيتنا في ساعة الميلاد، لأنه لم يبق إلا تلك اللحظة وحدها
- نعم يا صديقي، ولكن متى افتقدناها؟ فهي لا تكون لدينا عندما نولد - وقد سلمنا بهذا.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute