للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[القصص]

من الأدب القصصي الروسي

عمل شاق. . .

للكاتب الروسي أنطون تشيكوف

للأستاذ مصطفى جميل مرسي

كانت ليلة من ليالي شهر مارس، والسحب مدجنة مطلخمة، وقد اسبطر الضباب فطوى الأرض والسماء في مطارفه. . حتى لا يكلف المرء نفسه الخطو خيفة العثر. . وهب الحارس فجأة وقد طرق أذنيه لغط وهسيس لبعض من الناس يمضي في مطارب المقبرة. وصاح في هيعة وتحوب (من ثمت يسرى؟). ولكن دون مجيب. . فراح يرجع صيحته قد توجس همساً وهجساً (من ثمت يسرى؟!) فأجاب صوت مختلج لرجل هرم. (أنا ذا. . أيها الرفيق.)

- ولكن من أنت؟!

- أنا رجل جوال.

فصاح الحارس في صوت حاول أن يستر به رنة الفزع التي سرت إليه:

- أي شيطان رمى بك إلى هنا؟! أتجول قدميك في المقبرة ليلا؟ أيها الشرير الخبيث!

- وَىْ! أتقول إن هذه المقبرة؟!

- وما في ذاك؟! إنها مقبرة. . ألا تلمح ذلك؟.

فتنهد الرجل الهرم قائلا: (آه. . يا للسماء. ما أقدر على إبصار شيء أيها الرفيق. . إن الظلمة لحالكة. . الظلمة. . فما يستطيع الإنسان أن ترى يده وهي أمام وجهه!

- ولكن من أنت؟!

- أما قلت لك. . زائر. . أيها الصديق، رجل جوال فنبس الحارس في يقين: (إلى الشيطان. . يالكم من معربدين أيها الجوالون، كل منكم يطل يجرع الخمر، ويأتي إلى هنا يقلق راحتنا ويسبب متاعبنا ليلا. . ولكن. . لقد سمعت أصواتاً تهمس معك فأين أصحابها؟!

<<  <  ج:
ص:  >  >>