للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[على هامش النقد]

خان الخليلي

(قصة مصرية)

تأليف الأستاذ نجيب محفوظ

للأستاذ سيد قطب

هذه هي القصة الثالثة للمؤلف الشاب، سبقتها قصة (رادويس) وقصة (كفاح طيبة) وكلتاهما قصتان معجبتان مستلهمتان من التاريخ المصري القديم.

ولكن هذه القصة الثالثة هي التي تستحق أن تفرد لها صفحة خاصة في سجل الأدب المصري الحديث، فهي منتزعة من صميم البيئة المصرية في العصر الحاضر؛ وهي ترسم في صدق ودقة. وفي بساطة وعمق، صورة حية لفترة من فترات التاريخ المعاصر، فترة الحرب الأخيرة، بغاراتها ومخاوفها، وبأفكارها وملابساتها؛ ولا ينقص من دقة هذه الصورة وعمقها أنها جاءت في القصة إطاراً لحوادثها الرئيسية، وبيئة عاشت القصة فيها. ولكن هذا كله ليس هو الذي يقتضي الناقد أن يفرد لهذه القصة صفحة متميزة في كتاب الأدب المصري الحديث. . .

إنما تستحق هذه الصفحة، لأنها تسجل خطوة حاسمة في طريقنا إلى أدب قومي واضح السمات متميز المعالم، ذي روح مصرية خالصة من تأثير الشوائب الأجنبية - مع انتفاعه بها - نستطيع أن نقدمه - مع قوميته الخاصة - على المائدة العالمية، فلا يندغم فيها، ولا يفقد طابعه الإنساني العام، ويساير نظائر في الأدب الأخرى.

وهذه الظاهرة حديثة العهد في الأدب المصري المعاصر لم تبرز وتتضح إلا في أعمال قليلة من بين الكثرة الغالبة لأعمال الأدباء المصريين. وهي في هذه القصة أشد بروزاً واكثر وضوحاً فمن واجب النقد إذن أن يسجل هذه الخطوة ويزكيها.

وبعد، فقد كنت أود أن أضع أمام القارئ ملخصاً للقصة يعينه على تتبع السمات الفنية فيها، ويشركه معي في تحليل هذه السمات. ولكن القصة بالذات من الأعمال الفنية التي لا سبيل إلى تلخيصها، وحين تلخص تبدو هيكلا عظيماً خالياً من الملامح والقسمات التي تحدد

<<  <  ج:
ص:  >  >>