في الساعة الخامسة من مساء يوم الخميس الماضي، ٢٧ يوليو ١٩٣٦ أفتتح مهرجان المتنبي في مدرج الجامعة السورية بحضور فخامة رئيس الجمهورية ووكيل المفوض السامي ميريه ودولة رئيس الوزراء ومندوب المفوض السامي ووزيري العدلية والاقتصاد الوطني، فافتتحت الحفلة بآي من القرآن الكريم، ثم ألقى وكيل المفوض السامي خطبة وجيزة ضمنها عطف المفوضية العليا على هذه الحفلة وشعورها مع اللجنة القائمة بها ومع الأمة العربية جمعاء في احتفالها بمرور ألف سنة على وفاة سيد شعرائها بلا منازع وتتابع بعده الخطباء فألقى رئيس الوزراء كلمة وزارة المعارف، وألقى السيد الطباطبائي أستاذ الأدب الفارسي في الجامعة الأمريكية قصيدة شاعر الفرس خسرو داراني، ثم تكلم أحد المستشرقين عوضاً عن المستشرق الأستاذ بلاشير الذي تأخر وصول كلمته
ونهض بعده الأستاذ أحمد أمين مندوب الجامعة المصرية فألقى خطبة قيمة جاء فيها على ذكر ناحية واحدة من نواحي حياة المتنبي مستدلاً على أخلاقه من آثاره وأخيراً اقترح الأستاذ عبد المنعم رياض وضع جائزة سنوية شبيهة بجائزة نوبل تعطى للمبرزين من الأدباء والشعراء
وفي الساعة العاشرة من صباح يوم الجمعة - أمس - احتفل أمام بناية المعرض بإزاحة الستار عن نصب أقيم في الزاوية الغربية من الجدار المحيط بالبناء وقد نقش عليها عبارة (شارع المتنبي) وقد أفتتح الحفلة محافظ العاصمة بخطبة وجيزة شرح فيها الغاية منها، وعقبه الأستاذ عزالدين علم الدين سكرتير لجنة المهرجان بكلمة شكر فيها لمحافظة المدينة اهتمامها بإطلاق أسماء رجال الأمة العربية الخالدين على شوارع المدينة وأعلن أن هناك شوارع جديدة سوف تطلق عليها أسماء العظماء كأبي العلاء المعري والبحتري وغيرهما
وفي مساء اليوم نفسه غص مدرج الجامعة السورية بالمحتفلين وخطب الأساتذة الشيخ محمد محي الدين عبد الحميد مندوب الجامع الأزهر والقيت كلمة الدكتور عبد الرحمن شهبندر وقصيدة للأستاذ خليل مردم بك ثم خطب الدكتور عبد الوهاب عزام فالأستاذ نجيب الارمنازي وأنصرف الخطباء والمندوبون بعد ذلك لتناول طعام العشاء على مائدة أعدها