إن هذه الوليدة التي أولدها (ترومان) بالأمس معترفاً بصراحة نسبها، وسماها أهلوها (دولة إسرائيل) ما كادت تتلقفها أيدي القابلات الآسيات حتى تلففتها يد عزرائيل وخنقت في مهدها قبل أن تهبط الأرض وتتفتح عيناها للنور وتستنشق النسيم، حتى أن بعض أعضاء مجلس الأمن من المحبذين لها اضطروا إلى استبدال هذا الإسم تحت تأثير ممثل سورية العلامة الداهية الأستاذ فارس بك الخوري، فأطلقوا عليها (السلطات اليهودية)، وبهذا التأثير وهذه الحملة الصادقة قضى على أحلام اليهود ودفنت آمالهم، وبات من المحقق أن يبحث لها مولدوها عن قبر بدلا من هذا المهد الذهبي الذي كان ينتظرها طوال هذه السنين تمخضت بها. وهكذا شأن كل وليدة لقيطة غير صريحة النسب، فاعتراف بعض الدول الموالية لأهلها بها لم يفت في سواعد العرب المناضلين المكافحين عن عروبة الديار التي يراد إقامة المهد فيها، ولم يفل من عزائمهم ومضائهم. إن الأمة العربية جمعاء من أقصى حدود النيل إلى تهامة فنجد فاليمن فإلى الغوطتين وشواطئ فينيقية فإلى مياه الرافدين والأردن كلها هبت هبة رجل واحد وبقلب واحد شاهرة الحسام في وجه هذه اللقيطة الباغية، وفي وجه كل من لف لفها أو والاها أو قال بقولها، ولن تتراجع عن تصميمها ما لم يكتب لها النصر - بإذن الله - أو الموت والإبادة - لاسمح الله ولاقدر -!
وليست الأمة العربية وحدها هي التي ستكون حائلا دون تحوي وتقوي هذه اللقيطة الأفعى، بله جميع الأمم الشرقية التي تتاخم حدود أراضيها للبحر الأبيض المتوسط، ستكون عوناً للعرب على خنق اللقيطة وعدم السماح لها بالظهور والبقاء. وستقف بجانبها دول أوربية لها ضمائر تساند العرب في حقهم. وسوف لا تتكرر مأساة التصويت على التقسيم مرة ثانية، لأن الدول بدأت تتراءى لها مناورات البيت الأبيض والكرملين، وبدأت تنظر إلى القضية الفلسطينية العادلة بغير النظرة التي كانت تنظرها يوم عرضت على التقسيم والتصويت. .
حتى أن الشعب الأمريكي جله إن لم نقل كله ناقم على سياسة حكومته لتحيزها لجانب دون آخر لأن الأوربيين والأمريكيين وإن كانوا لا يمتون إلى العرب بصلة أو نسب، فإن