للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[أغلال تتحطم!]

وثاروا فجن جنون الرياح ... وزلزلت الأرض زلزالها

وأهيب ما كان يأس الشعوب ... إذا سلح الحق أعزالها

(شوقي)

ما اغترابي عن الحمى وابتعادي ... كبدي في اللَّهيب أُختُ فؤادي!

نبأ هزَّني وهاج شئوني ... رائحٌ بالشجونِ بالدمع غادِ

ما تراني إذا سجا الليلُ أسوا ... ن لهيفَ الفؤاد نِضو سُهاد

أسألُ النَّجْمَ همة عن عرين ... فتَك الظلم فيه بالآساد

وأناجي الرياح ماذا لديها ... عن رفاق الصبى وعن أندادي

اعصفي يا رِياحُ ما شئتِ هوجاً ... كلُّ نفسي عواصف وعَواد

اللظى في الحشا وتحت جفوني ... وعلى مَفرشي وفوق وسادي

إن أنم ساعة يقلِّبنيَ الحُل ... مِ على جمره وفوق قتادي

أألذ الكَرى وطرفي دامٍ ... وخفوقي في لهفةٍ وأتّقاد

وبلادي تئن من عَبَثَ الجْو ... رِ وترغى كالليثِ في الأصفاد

تمهرُ المجد أُسدها ثم تجري ... للمعالي على رؤوس الصِّعاد

حطِّموا أيها الرعاة المزامي ... رَ وكفكِفْ دمع الهوى يا حادي

ثم سيروا خلف القطيع خشوعاً ... موْكِباً من جلالة واتِّئادِ

أيُّها البلبلُ الطروبُ دع الأغ ... صان تبكي واسكتْ عن الإِنشاد

طِرْ إلى حيث وُسِّدت شُهداءُ ... في بطاح العُلى، طوالُ النِّجار

فاشد في مرْبِض الضحايا وغرِّد ... فوق أشلائِها الظِّماء الصوادي

واتلُ فوقَ الرؤوس أعذبَ لحن ... فلحونُ الطيور خير ضماد

الوفاَء الوفاَء يا بلبلَ الأي ... ك! أتشدو وليس في الشام شادِ؟

بل أقِم أيها الرفيقُ ورَنّم ... وتنقَّلْ بين الرُّبى والبوادي

وأشد ما شئت عند مُنبلج النو ... رِ، طروباً، وفي مثارِ السواد

ربما كنت هاهنا أيها البل ... بلُ تبكي على شهيدٍ جوادِ. . .

أيها الزهرُ في الرُّبى! أغمِضِ الأجف ... فان حزناً واذْبُلْ على الأعواد

<<  <  ج:
ص:  >  >>