نشرت مجلة الرسالة في عددها ٧١٩ نقداً للسادهانا التي قمت بترجمتها عن الشاعر الروحي تاجور، لمترجم آخر قام بذلك، هو الأستاذ طاهر الجبلاوي.
وأنا أوفق الأستاذ على أن السادهانا من أمهات الكتب العالمية، وأنها يجب أن توضع في ميزان النقد، ولكن الذي قام به الأستاذ لم يكن نقداً، بل تهجم محنق مغيظ. لقد عدد الأخطاء التي في ترجمتي فبلغت سبعة كاملة!! وذلك لا يبيح له أن يرفع عقيرته طالباً الضرب على أيدي العابثين كما يقول؛ فما بالك وهو مخطئ في تخطئته؟ إن موقفه هذا ليس موقف الناقد الممسك لسكان سفينة الأدب؛ بل موقف مدعي الاتهام الذي لا يملك شيئاً من الأدلة، فيضرب بكلامه ذات اليمين وذات اليسار.
١ - ترجم الأستاذ كلمة بتحقيق الحياة، وفسرها بقوله جعل الحياة حقيقية، وليست الحياة باطلة حتى يجعلها الكتاب حقيقة، وليس من معاني التحقيق في اللغة العربية جعل الشيء حقيقة، بل إن تحقيق الأمر إثباته، والتحقيق في الأمر فحصه، وكلاهما غير مقصود هنا؛ ولكن المقصود هو إدراك حقيقة الحياة. واستتبع خطأه هذا خطأ آخر في ترجمة بتحقيق الحياة في العمل مع أن المعنى المراد هو إدراك كنه الحياة في العمل، أو الإدراك في العمل كما ترجمتها موجزة غير مخلة للمعنى، ولا هادمة للأسلوب العربي الصحيح
٢ - خطأ الأستاذ ترجمتي للجملة بمعرفة الروح، وترجمها بالوعي الروحي، وفي تخطئته خطأ مركب فالوعي في اللغة العربية الحفظ والانتباه وليس هذا هو المقصود؛ وقد جاء هذا التعبير في الفصل الأول عن العارف بالله، ولا أظن الأستاذ يستبدل بها (الواعي لله) إذن لكانت خطأ مضحكا، ونسبة الوعي للروح بدل على أنها التي تعي وتنتبه، وذلك خطأ؛ لأن المراد هنا من هذا الفصل أن يعرف الإنسان روحه، كما ورد في ص ٣٠ (اعرف أنك واحد، أنك روح فذلك هو السبيل الذي يقودك إلى الموجود الأبدي) أما الكلمة في اللغة الإنجليزية فتستعمل للمعنيين؛ الانتباه الظاهري، والمعرفة الباطنية، كما ورد في دائرة المعارف البريطانية؛ ولكن ما بعدها هو الذي يحدد معناها، فترجمتي تنفي هذه الأخطاء المتراكبة.