للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[من هنا ومن هناك]

إبسن وأرنولد بنت

كتبنا هنا كلمة عن أثر إبسن في إحياء الدرامة في الأقطار الأوربية عامة وإنجلترا خاصة، وأشرنا إلى العلاقة بين إبسن وبين صمويل بطلر صاحب قصة (طريق اللحم) وبين بطلر وبرنردشو وهم جميعاً من أنصار المرأة الذين وقفوا جهود الجبابرة للدفاع عن قضيتها والنضال في سبيلها لتحصل على أوفر قسط من الحرية التي ما تزال - تحت ضغط التقاليد - محرومة منها إلى اليوم. وقد كنا نقرأ درامة القصصي الإنجليزي الطائر الصيت أرنولد بنت المسماة (مباراة الحب) فراعنا أن نجد هذا الكاتب العبقري يحاول محاولة صادقة أن يتمم جهود إبسن!!

والمعروف أن إبسن كان يعرض في دراماته لعلل هذا العالم فيشخصها ويعرضها للنظارة، ولكنه يتركها دون أن يصف لها علاجا، وأحسن مثال لذلك درامته (بيت عروس) ' التي يعرض فيها حياة الفتاة نورا وما تورطت فيه من غرام بشخص غني حاولت أن تحصل منه - بسبيل هذا الغرام - على مبلغ من المال يستعين به زوجها المريض على السفر إلى الجنوب للاستشفاء مما به من مرض. . . ولكن زوجها يكتشف علاقتها بذلك الرجل الغني فيعاتبها. . . ولكنها تثور وتتهمه أنه هو سبب هذا السلوك الذي آلمه منها، وأنه لم يحسن تكييفها حتى تكون ربة منزل، وأنها لا بد تاركته لتدرس الدنيا والحياة من جديد، لأنها ترفض أن تظل إلى الأبد (دمية أو لعبة) في المنزل، تأكل الشوكولاته، وتغشى صالات الرقص، وتقتني الأزهار، وهي لا تعرف من الشؤون المنزلية كثيراً أو قليلاً. . . فإذا سألها زوجها ولمن تترك تربية الأطفال أبناءها؟ أجابته إنها تتركهم له أو أنها لا تدري. . . وكيف تربيهم وهي لم تترب؟ أليس أولى أن تتربى هي أولا؟!

وعند هذا تنتهي الدرامة وتنزل الستار!! وبذلك لم يصف لنا إبسن كيف تعالج نورا؟ أو إلى أين تذهب لتحصل على القسط الذي يعوزها من التربية. لذلك راعنا من أرنولد بنت محاولته معالجة هذه الزوجة إلتيّ تغرم بأكل الشوكولاته وتولع بالمراقص والمسارح ودور الصور والصالات، ولا تعرف من أمور منزلها أي شيء حتى ولا كيف تسوس الخدم!! وتتلخص درامة بنت في أن نينا الممثلة البارعة وزوجة مدير مسرح الملك جورج بلندن قد

<<  <  ج:
ص:  >  >>