للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

أحبها (روس) أحد كبار الأغنياء الإنجليز، وقد حدث أن أشرف الزوج - مدير المسرح - على الإفلاس، فاضطر لأن يذهب إلى (روس) ليقترض منه بضعة آلاف من الجنيهات يصلح بها مالية مسرحه ويحفظه بها من الإغلاق. . وتكون نينا عند روس في هذه الآونة تساقيه كؤوس الغرام فما يكادان يعلمان بقدومه حتى يصلحا من شأنهما ويتأهبا للقائه، ويعده روس خيراً وينصرف على ميعاد آخر، فإذا حان هذا الميعاد أقبل الزوج وكله أمل أنه قابض الآلاف التي يبتغيها، وتكون نينا في هذه المرة أيضاً بين ذراعي روس، فإذا دق الجرس وعلم روس أنه هو، خبأ نينا في مخدعه ولقي الزوج. . . ولكن ثورة من الشرف والكرامة تتفجر في قلب روس فيصارح الزوج بعلاقته الغرامية بزوجته، وتخرج الزوجة صعقة، ويغادر الزوج المنزل ليطلق زوجته، ويتمالك روس قواه ويتناول التلفون فيخاطب أحد أصدقائه أصحاب الملايين في إقراض مدير المسرح بضعة آلاف من الجنيهات على أن تحتسب على روس بشرط ألا يعلم مدير المسرح. ويتزوج روس من حبيبته. . . ثم يبدأ الدرس القاسي الذي يصلح به سلوكها ويخلق منها زوجة مدبرة وربة منزل بكل ما تحمل الكلمة من معان؛ وذلك بعد أن تسوءه منها بعض التصرفات التي تدل على طيش النساء اللائى لم يحصلن على أية ثقافة منزلية

يدعي روس أنه جازف في عمل تجاري ولكنه جر عليه الإفلاس، وأنه مضطر لأن يبيع كل شيء. . . منزله وضياعه وعرباته وكثيراً من ملابسه وأثاثه ليسدد ديونه. . . ولكنه يلقى من نينا كل عطف وتضحية، فإنها بدلاً من أن تتركه لتلوذ بغيره من الموسرين، تقدم له كل حليها وجواهرها التي تسوى آلافاً كثيرة. . . فيسير روس في درسه. . . وينتقل إلى (شقة) حقيرة في منزل قذر ليعيش فيه عيشة الكفاف، فلا تأبى نينا أن تقاسمه صرامة هذا العيش، بل تقوم هي على حاجيات المنزل فتحسن تدبيرها كل الإحسان. . ويكون اليوم السابع والعشرون من الشهر ويحضر محصل (البلدية) من أجل ثمن الغاز فلا يكون مع نينا إلا أربعة بنسات ونصف فينذرها المحصل بقطع التيار إن لم يسدد المبلغ (باكرا) ويحضر روس فتطلب إليه قليلاً من النقود لهذا الغرض فيثور بها ويتهمها أنها غير مدبرة وأنها مسرفة كل الإسراف، ويطلب إليها أن تطلعه على (كشف بالمصاريف الشهرية) فتدهش نينا لهذا الطلب، ولكن روس يداعبها ويطلب منها أن ترتدي أحسن ملابسها لزيارة

<<  <  ج:
ص:  >  >>