كلام حق ومنطق سديد؛ وآراء في التربية والتعليم يندر أن نسمعها في هذا البلد، لأن الجرأة فيه متقاعدة والصوت المخالف يرق فجأة حين يجب الصراخ.
سرد حافظ عفيفي باشا محاضراته (الجامعة الأمريكية ٢٨ أبريل سنة ١٩٣٩) عيوب التعليم في مصر، فأخذ فيما أخذ على الشباب انصرافهم إلى السياسة عن التحصيل، وقعودهم عن مواصلة الدرس والاطلاع بعد نيل الشهادة، وشغفهم بالتوظف وقلة (ثقافتهم المعنوية)، وفي رأي المحاضر أنه لابد من إصلاح نظم التعليم. وفي رأيه أن أساس الإصلاح إنما هو إعداد المدرس الصالح.
وما أظن أحداً من أهل الفطنة والدراية يخالف حافظ عفيفي باشا في تلك الآراء، بل أعرف نفراً من المفكرين المصريين يرونها، إلا أن قصة المدرس الصالح والمربي العارف لا تتم على الوجه المرضي ما دام أمر التدريس والتربية في أيدي (أولئك الموظفين المخضرمين الذين نشأهم المستشار دنلوب على آلية التعليم حتى صارت فيهم عقيدة، وأخذهم بـ (روتين)(أي بجمود) النظام حتى أصبح لهم فطرة. . .) كما قال الأستاذ أحمد حسن الزيات في العدد السابق من الرسالة.
اطلبوا الشباب وانظروا إلى الدول الناشطة: إلى ألمانيا وإيطاليا وأمريكة الشمالية. أما سئمتم الخدر والنعاس؟!
٢ - حماية نفائس دار الآثار العربية
في الرسالة رقم ٣٠٤ أخبرتك بأن المسيو فييت، وهو مدير دار الآثار العربية في مصر أقبل على الإرسال بثمانمائة قطعة من نفائس الدار إلى باريس لتمد معرض الفن الإسلامي المزمع إقامته هنالك، وزدت أن وزارة المعارف وقفت دون ذلك.
ومما اتصل بي أن المسيو فييت لا يزال يسعى في إخراج تلك النفائس من الدار. وقد بينت في المقال السابق الأسباب التي من أجلها يمتنع خروجها امتناعاً. وحسب وزارة المعارف أن تتمسك بقانون دار الآثار. وحسبها أن تسأل المتحف المصري هل يأذن في خروج محفوظاته كلما قام معرض في بلد من البلدان. ولا أحب أن أعود إلى التبيين والتدليل،