لعلمي أن أصحاب الأمر في وزارة المعارف يغضبون لخروج تلك النفائس غضبي لذلك، وأنهم يغارون عليها وبها يعتزون. أعلم هذا، لذلك أسألهم أن يأمروا بإعادة القطع إلى الحيطان؛ إذ بعضها لا يزال في الصناديق المجهزة للرحيل، وبعضها مطروح على الأرض ينتظر أن يفصل في أمره. رحم الله الفن. . .!
هذا وما فاتني أن أذكره لك في المقال السابق أن طائفة من نفائس دار الآثار العربية ليست مما تملكه الدار. بل هي مودعة لديها من جانب وزارة الأوقاف. وإني أعلم أيضا أن على رأس وزارة الأوقاف من يكره أن يتجوز في مثل هذا.
٣ - الاعتراف بجلال الفلسفة العربية
في المجلة الفرنسية في مرسيلية (عدد فبراير سنة ١٩٣٩ص١٨٥ - ١٨٩) أن الأب هكتور أساتذة المعهد الكاثوليكي في باريس ألقى محاضرات في الفلسفة العربية واليهودية للعصور الوسطى؛ ومما قاله:
(إن العرب في ذلك العهد يسبقون اللاتين بمئات من السنين؛ ومذاهبهم تنشأ وتتحول على خلاف المذهب المسيحي. بل لنا أن نتحدث عن غلبات الإسلام المعنوية للفكر اللاتيني. فإن العرب الأرسطوطاليين فتحوا الأذهان فتحاً بالرغم من الحروب الصليبية (يعني ما وراءها من الكراهية والبغض) فانبثت كتبهم فيما يلي ديارهم، فهزوا بذلك من عقولنا الراكدة وفرضوا الفكر اليوناني على اللاتين بعد أن صفوه وذهبوا به حتى الشطط.
وهكذا ترى أرسطو المعرب أو قل العرب الأرسطوطاليين يعينون على تفسير العقيدة المسيحية. . . وأنه ينبغي لنا أن نصحح نظراتنا التاريخية (يعني الاعتراف بتأثير العرب في التفكير المسيحي).
(وما أقرب الفلسفة العربي من الإنساني! والدليل أن أصولها تجاوز مبادئ الإسلام والمسيحية لتصير إلى الفلسفة بمعناها الأعم. وفي هذه الفلسفة من الجلال ما جعل شراح العقيدة المسيحية يقعون تحت سليطانها. . إنما العرب أساتذة المدرسة الكبرى للفلسفة!).
٤ - والمخرج الآخر؟
في الرسالة رقم ٣٠٥ عجبت كيف رفضت شركة مصر للتمثيل والسينما تجديد عقد الأستاذ