يالها من أناقة وفخامة! ثياب من كتان ناعم! وسوط الركوب موشى بالذهب! وسرججديد من صنع أهل الشام! وعبيد سياس يجرون أمام السيد المعلم يفسحون له الطريق ويصدعون لما يأمرهم به! وعطور وطيب يدهن به جسمه! وأية أناقة تعدل هذه الأناقة! وأين هاتيك الأناقة الرائعة، والفخامة في الثياب وفي المركبوفي الخصاصية مما نحن عليه الآن , ومما نظنه منتهى ما وصلت إليه مدنية القرن العشرين بعد الميلاد!
لسنا نحن نصف أزياء المصريين فنتهم بالتحيز لأجدادنا , بل هم المصريون أنفسهم يتحدثون عن أزيائهم في هذا الشعر القديم، ولا يتركون لمتشكك فرصة ما في أن يظن بهم غير ما يصفون، فيخلفون في قبورهم الثياب الكتانية البيضاء الناعمة، والحلي الذهبية المطعمة بالجواهر والأحجار، ويخلفون القفازات. والصنادل الجلدية الفاخرة، ويخلفون السروج المزركشة، بالذهب والفضة، والسياط المنقوشة الموشاة بالذهب والفضة وكرائم الأحجار، وآنية مرمرية وأخرى رخامية تحوي عطوراً فيها السوائل وفيها الصلب وفيها ما بينهما من معاجين ومقشطات، ويخلفون غير هذا وذاك صورا على الجدرانتمثلهم في هذه الثياب الرقيقة، وهاتيك الحلي الثمينة، وتلك الأناقة الرشيقة، وتمثلهم وهم يدهنون، وهم