للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

يعطرون، وهم يتزينون!. . . أفنستطيع بعد هذا أن ننكر على القوم ما كان لهم من (تواليت)!؟ وتواليت دي لوكس أيضا؟!

أناقة الرجال:

نظر المصريون إلى الرجل من نواحي الرجولة التي تبعده كل البعد عن المرأة ونواحي الأنوثة فيها؛ فالرجل يجب أن تبدو منه عضلاته دليلاً على القوة والبأس، ألم يخلق للعمل والحرب؟ إذن: فليترك صدره ليبرز ما عليه من الفورسبس (عضلات الصدر) أمام الأعين، دليلاً على قوة الرجل أو هزاله، وليخلي عن ذراعيه من الثياب ليظهر ما فيها: بايسبس وترايسبس (عضلات الذراعين فوق الرسغ والكتف) فيميز الناس فيه القدرة والعجز، ولتحلى تلك الصدور البارزة القوية بالعقود والمدليات وتلك الأذرع والمعاصم بأساور من ذهب أو ما يشبه الذهب، كي تستلفت العين إلى ما فيها من شدة وبأس وكمال في النمو، هي ما يقترن بلفظ (الجمال) في الرجل، وما يميز جمال الرجل عن جمال المرأة. هذا الجمال في النمو وفي الشكل توجده الطبيعة في الأصل، ولكنها تكل للرجل تعهده والعناية به، فهو لابد مستمر في القيام على إظهاره في أجمل صورة له، وهل يتم له هذا الإظهار إلا لمداومة النظافة والرياضة والعناية؟ والنظافة لم تكن بعيدة المنال على المصريين فقد كان النيل دائماً الأب الرحيم، يغتسلون فيه، وفي ترعه، وفي مياهه يجرونها في قنوات إلى بيوتهم، ونقرأ في قصصهم عن أحواض الاستحمام التي كانت تبنى في القصور، كما نقرأ عن ضرورة الاغتسال قبل الصلاة، لضرورتها لرفع الحدث الأكبر، أي أنها جعلت ركناً من أركان دينهم كما ينص الإسلام على ضرورة الوضوء والاغتسال قبلالصلاة وبعد الحدثين. وإذا عرفت أن المصري القديم لم يكن يأكل ولا يشرب ولا ينام ولا يعمل إلا بعد أن يؤدي صلاته لألهه، وعرفت أن الدين كان في دم المصري القديم إلى حد أن أفقر الناس كان يبني دار دنياه من طين، بينما يبتنى لنفسه في حياته قبراً من أغلى الأحجار التي يستطيع شراءها، ويسمى هذا القبر: (البيت الأبدي) بينما يدعو مسكنه الدنيوي (بيت الاختبار)؛ إذا عرفت هذا كله أدركت مبلغ تدخل الدين في كل شيء، ومكان النظافة الشخصية من نفس كل مصري تبعاً لعقيدته.

الحلاقة

<<  <  ج:
ص:  >  >>