وقفت أمام البحر أسأل عن رعشته. . لماذا يرتعش البحر؟
أيرى نفسه على رحابته وعظمته سجيناً في مكان رسم له في الأرض لا يستطيع أن يفلت من قضبانه ليهجم على اليابسة عدوته الأزلية فيرتعش رعشة الأسد السجين يقف الحديد بينه وبين أطماعه؛ رعشة القوى الشاعر بقوته ولكنه لا يمارسها؟
أم هو يرى جريمة في بقايا الأبطال من غرقاه فير تعش رعشة الخاطئ الذي حالف الموت فأعطاه مكانا يلقى فيه بعض الخلائق التي حصدتها مناجله وضاقت بها الأضرحة؟
أم هو يضمن بدوره المستقرة في قلبه ويخشى عليها من حيتانه فيرتعش رعشة الغنى أمام الأيدي الجريئة التي تمتد حول خزائنه؟ أم هو يرى يومه الأخير الذي يسدل فيه على روايته ستارها الأزرق ويعود إلى اليابسة فيرتعش رعشة الحي لتشبث بيومه الخائف من غذه؟ لماذا يرتعش البحر؟
أهو شاعر عبقري روحاني نوراني خلق ليعيش في عالمه بين أفكاره وأحلامه وعواطفه بعيداً عن الإنسان والإنسانية قريباً من نفسه ومن خالقه، وليكون جزيرة بارزة مستقلة عن أبناء التراب في بحر الوجود، يرى نفسه ملكاً لسواه، وساحة عامة يطأها العابرون، وصدراً مفتوح الرئتين القلب والضلوع تشقه السفن والدارعات والطرادات والنسافات على مختلف أسمائها وألوانها، وتنفث فيه دخانها وتصيح صيحاتها وتلقى مراسيها فيرتعش رعشة العبقرية التي أقامت لنفسها الهياكل العاجية فاستبيح حماها واسود عاجها، رعشة الشاعرية التي سدلت الستار على آلهتها فمزقتها الأيدي القاسية الأثيمة؟
أم هو يرى في مائة تلك الدموع التي التقطها من العيون الباكية، وأنه من أجل ذلك يحسم اليأس، وأن كل كئيب يصب فيه ثمالة كأسه، وأنه الثمالات في كأس واحدة، والدموع في عين واحدة، فترتعش فيه ألوهية الألم التي اتخذته لها معبداً؟
أم هو يحدق في إلهه (نبتون) ويؤمن بأنه إله الآلهة فيرتعش رعشة العبادة والإيمان؟ أم هو بين موجته المجنونة وغايته المجهولة رجل أضاع عقله فارتعش رعشة المجنون؟
أم هو يشرب خمرة الزبد البيضاء فيرتعش رعشة الثمل؟ أم هو المرأة ذات العينين