- حقك اليوم أن أبخرك. . . كتاب في يدك، وتقرأ في الطريق؟
- ليس هذا كتاباً، وإنما هو دليل المعرض الدولي لفن التصوير الشمسي الذي تقيمه الآن جمعية محبي الفنون الجميلة. . . هل لك أن تصحبيني إليه لعلنا نرى شيئاً جميلاً؟
- يسرني هذا. . . هيا. . . فهي فرصة قد أقتنع فيها بأن التصوير الشمسي فن.
- أو لم تقتنعي بذلك إلى اليوم؟
- أحياناً أقتنع، وأعود في أغلب الأحايين فأشك، وتجئ أحيان أنكر فيها إنكاراً.
- ما دمت تقتنعين أحياناً، ولو قليلة، فإن هذا يدل على أن التصوير الشمسي فن، أما هذه الأحيان التي ينبعث فيها الشك من نفسك، والتي ينبعث فيها الإنكار، فلذنب فيها ليس ذنب التصوير الشمسي، وإنما هو ذنب المصورين الشمسيين، ولكي يتضح لك هذا عودي بالذاكرة إلى الصورة التي أعجبتك، والى الصور التي لم تعجبك، وحاولي أن تلمسي الفروق بين هذه وتلك لترى أنها كانت إصابات من مصورين وإخفاقات من آخرين. . . فبين المصورين من يطوف بآلته يلتقط الصور لكل ما يراه، وهذا يشبه في الشعراء الدكتور زكي أبا شادي الذي لا يستعصي شئ على شعره، فهو يستطيع بقوة الله أن يقول الشعر في الزهرة، وفي السحابة، وفي النملة، وفي البلاطة، وفي القمر، وفي القلقاس وفي كأس الخمر، وفي (كوز حمام)، وفي الراقصة الرشيقة، وفي (الترسة) المتثاقلة، وفي الزمرد والياقوت وكلورور الصوديوم وبيكربونات الصودا وهناك نوع آخر بين المصورين للواحد منهم محل يذهب إليه الناس ليصورهم بالأجر، وأغلب هؤلاء يشبهون الكتاب العموميين الذين يكتبون للناس ما يريدون كتابته بالأجر أيضاً، والذين يكتبون فيما يكتبون فرحاً وحزناً، وبشرى وإنذاراً وحوادث وأخباراً من غير أن تهتز في أنفسهم خلجة ولا عاطفة، وأقلهم تطيب لهم بعض الوجوه فيخرجون لها أحسن الصور. . . وفي الكتاب