أتعرف الشيخ المحجاج المغلب حجة الحنابلة غير مدافع أحمد ابن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيميه. يعرفه الشوكاتي محمد بن علي فيقول: أنا لا أعلم بعد ابن حزم مثله، وما أظن الزمان سمح ما بين عصري الرجلين بمن شابههما أو يقاربهما.
ويسبقه أبن حجر أحمد ابن علي فيقول فيه: وفاق الأقران وسار عجباً في سرعة الاستحضار وقوة الجنان والتوسع في المنقول والمعقول.
ومن قبله يقول الحافظ المؤرخ شمس الدين أبو عبد الله محمد ابن أحمد الذهبي. واللفظ يكاد يكون لي: كان آية من آيات الله، السنة نصب عينيه، لم ير أشد منه استحضاراً للمتون، ولا أقدر في مسائل الخلاف.
وقريب من هذا ما قاله ابن كثير أبو الفداء إسماعيل بن عمر، ثم ابن رجب الحنبلي عبد الرحمن بن أحمد.
وغير هذا فقد أفرد غير واحد كتاباً، فخصه المقدسي محمد أبن أحمد بالعقود الدرية في مناقب الشيخ الإسلام أحمد بن تيمية، وصفي الدين البخاري بالقول الحلي في ترجمة شيخ الإسلام ابن تيمية الحنبلي، والكرمي مرعي بن يوسف بالكواكب الدرية في مناقب الإمام ابن تيميه.
وتقرأ للمستشرقين عنه ما كتبه (غولد زيهد) في دائرة المعارف. ثم تلك الدراسة الممتعة الجامعة للأستاذ الكبير (هنري لاوست).
وإن لم تغن فإليك جملة مما ألف الرجل تنبيك عن همة لا تفتر وقلم لم يجف وعمر حافل معمور الأيام والليالي ذكروا أنها تزيد على أربعة آلاف كراسة، كما قالوا أنها بلغت ثلاثمائة مجلد. أسمي منها. الجوامع في السياسة الإلهية والفتاوى، والإيمان. والجمع بين النقل والعقل، ومنهاج السنة، والفرقان في أولياء الله وأولياء الشيطان. والواسطة بين الحق والخلق، ومجموع رسائله، وقد أحصيت فيه تسعا وعشرين رسالة. ثم كتابه الذي هو قطعة منة عقله وفكره (الرد على المنطقيين).
ابن تيمية من هؤلاء النفر الذين أكدتهم عقولهم وعاشوا لما يدينون به ينفحون عنه